شرح نهج البلاغه

علی بن زید بیهقی فرید خراسانی

نسخه متنی -صفحه : 365/ 254
نمايش فراداده

خطبه 230-در سفارش به تقوا

و من خطبه له اخرى قوله: سابقوا الى منازلكم التى امرتم ان تعمروها، الى آخر الكلام، الموت انتقال من منزل الى منزل.

من وثق بما له عند الله، لم يكرهه.

و لا يكره الموت و الانتقال من هذا المنزل الادنى الى المنزل الاعلى الا رجلان: رجل لا يومن بالاخره، كما قال الله، تعالى: و لتجدنهم احرص الناس على حيوه.

و الثانى مومن يخاف ذنبه.

فمن كان مومنا بالاخره، و لا يخاف ذنبه، فانه يحب الموت و يتمناه.

كما قال النبى، عليه السلام، من احب لقاء الله (169 ر) احب الله لقائه.

و قد ذكر الله الموت و الاماته من قبيل النعم، فقال: ثم يميتكم ثم يحييكم.

فجعل الاماته انعاما، كما جعل الاحياء انعاما.

و اول الايه يدل على ذلك، حيث قال: كيف تكفرون بالله، و الموت نعمه، لان الحيوه الباقيه التى بعد الموت نعمه، و لا سبيل اليها الا بالموت، و السبب الذى به يتوصل الى النعمه (نعمه).

و قيل: لما مات داود الطائى رحمه الله، نادى قبل موته باعلى صوته: اطلق داود من السجن و نجا.

قال الله، تعالى: و لئن متم او قتلتم لالى الله تحشرون.

و سئل الامام مسعود الصوابى فى سكرات موته عن حاله، فقال: اليس مصيرى اليه.

و قيل النوى المزروعه لا يصير نخلا مثمرا الا بع د دفنها فى الارض و فسادها، و كذلك البر لا يمكن التغذى به الا ان يطحن و يعجن و يطبخ، فيتغير تغيرا كثيرا، كل ذلك فساد فى الظاهر.

فكذلك الانسان يموت و ينفى، و الفناء و الموت فسادان، و لكن بذلك الفساد يتصول الى البقاء الابدى.

و لا يرضى بالبقاء فى دار الدنيا الا من كانت همته دنيه، و يكون رضاه بالحيوه الدنيا رضى الخنافس و الجعلان بالاوارث و النجاسات.