شرح الخطبه المعروفه بالشقشقيه، و فى هذا الخطبه، كما قال بعض الشعراء: كلام الامام امام الكلام كنشر الخزامى وصوب الغمام و يقال لها المقمصه ايضا، من قول العرب: قمصه تقميصا فتقمصه، اى لبسه، كما يشتمل المقيص على لابسه.
و الشقشقه لمنسوبه الى قوله: هذه شقشقه.
و الشقشقه بالكسر شى ء تخرجه البعير من فيه اذا هاج.
و يقال للخطيب.
ذو شقشقيه، يشبه بالفحل.
ثم اطلق لفظه الشقشقه على الكلام الذى يتكلم به، و الفم آلته.
و بالزريتم القميص و يتزين، لذلك قال: مكان الزرمن القميص.
قوله: محل القطب من الرحى، قطب الرحى فيه ثلث لغات: بفتح القاف و كسرها و ضمها.
و سمى لان القطب مجمع امر الرحى و دور الرحى عليه.
و قطب الرحى ماخوذ من قطب الفلك، و هو جزء من اجزاء الفلك عند كوكب صغير ابيض بين الجدى و الفرقدين، يدور عليه الفلك.
و يقال هو قطبهم اى سيدهم.
و يقال لصاحب الجيش قطب رحى الحرب.
و المعنى يدور على كما يدور الرحى على القطب.
و لو لا القطب لما انتظمت حركه الرحى.
فالمعنى ان (42 پ) امرها بى يقوم.
و يروى ينحدر، يريد انها ممتنعه على غيرى و لا يجارينى مجار، و هو كلام مستانف غير موصول.
المعنى: اراد انه عالى المكان و المحل، لان السيل لا ينحدر الا عن الاماكن العاليه.
قوله: و لا يرقى اليه الطير، هذا وصف يقتضى بلوغ الغايه فى العلو و الارتفاع، لانه ليس كل مكان ينحدر عنه السيل لا يرقى اليه الطير من العلو.
سدلت، اى ارخيت بينى و بينها حجابا.
و يقال: طويت عنها كشحا، اى اعرضت عنها، و الكاشح الذى يوليك كشحه اى جنبه.
و من اعرض عن شى ء فقد طوى عنه كشحه، و طفقت، اخذت، و اقبلت ارتاى على مثال افتعل من الراى اى ادبر و افكر.
بيد جذاء بالجيم و الحاء، اى مقطوعه.
و يقال يد جذاء، اذا لم توصل، و المراد ما وصلنى من استعين به.
يشير الى قله الناصر.
و هى استعاره مليحه.
قوله: طخيه عمياء، الطخى يدل على ظلمه و غشاء.
و الطخيه بضم الطاء و فتحها الظلمه و شى ء من سحاب، و كلمه طخياء غير مفهومه.
و ذلك اللفظ ماخوذ من قولهم: وجدت على قلبى طخاء اى شبيه كرب.
و الطخيه السحابه الرقيقه يشبه بها ما يشمل الانسان من الهم و الكرب.
و هذه استعاره.