شرح نهج البلاغه

علی بن زید بیهقی فرید خراسانی

نسخه متنی -صفحه : 365/ 29
نمايش فراداده

خطبه 003-شقشقيه

شرح الخطبه المعروفه بالشقشقيه، و فى هذا الخطبه، كما قال بعض الشعراء: كلام الامام امام الكلام كنشر الخزامى وصوب الغمام و يقال لها المقمصه ايضا، من قول العرب: قمصه تقميصا فتقمصه، اى لبسه، كما يشتمل المقيص على لابسه.

و الشقشقه لمنسوبه الى قوله: هذه شقشقه.

و الشقشقه بالكسر شى ء تخرجه البعير من فيه اذا هاج.

و يقال للخطيب.

ذو شقشقيه، يشبه بالفحل.

ثم اطلق لفظه الشقشقه على الكلام الذى يتكلم به، و الفم آلته.

و بالزريتم القميص و يتزين، لذلك قال: مكان الزرمن القميص.

قوله: محل القطب من الرحى، قطب الرحى فيه ثلث لغات: بفتح القاف و كسرها و ضمها.

و سمى لان القطب مجمع امر الرحى و دور الرحى عليه.

و قطب الرحى ماخوذ من قطب الفلك، و هو جزء من اجزاء الفلك عند كوكب صغير ابيض بين الجدى و الفرقدين، يدور عليه الفلك.

و يقال هو قطبهم اى سيدهم.

و يقال لصاحب الجيش قطب رحى الحرب.

و المعنى يدور على كما يدور الرحى على القطب.

و لو لا القطب لما انتظمت حركه الرحى.

فالمعنى ان (42 پ) امرها بى يقوم.

و يروى ينحدر، يريد انها ممتنعه على غيرى و لا يجارينى مجار، و هو كلام مستانف غير موصول.

المعنى: اراد انه عالى المكان و المحل، لان السيل لا ينحدر الا عن الاماكن العاليه.

قوله: و لا يرقى اليه الطير، هذا وصف يقتضى بلوغ الغايه فى العلو و الارتفاع، لانه ليس كل مكان ينحدر عنه السيل لا يرقى اليه الطير من العلو.

سدلت، اى ارخيت بينى و بينها حجابا.

و يقال: طويت عنها كشحا، اى اعرضت عنها، و الكاشح الذى يوليك كشحه اى جنبه.

و من اعرض عن شى ء فقد طوى عنه كشحه، و طفقت، اخذت، و اقبلت ارتاى على مثال افتعل من الراى اى ادبر و افكر.

بيد جذاء بالجيم و الحاء، اى مقطوعه.

و يقال يد جذاء، اذا لم توصل، و المراد ما وصلنى من استعين به.

يشير الى قله الناصر.

و هى استعاره مليحه.

قوله: طخيه عمياء، الطخى يدل على ظلمه و غشاء.

و الطخيه بضم الطاء و فتحها الظلمه و شى ء من سحاب، و كلمه طخياء غير مفهومه.

و ذلك اللفظ ماخوذ من قولهم: وجدت على قلبى طخاء اى شبيه كرب.

و الطخيه السحابه الرقيقه يشبه بها ما يشمل الانسان من الهم و الكرب.

و هذه استعاره.