و يحتمل ان يكون الطخيه هاهنا مجمع الظلمه و الغيم و الحزن.
قوله: عمياء، الاعمى و العمياء فى مثل ذلك استعارتان، يقال للسيل و الجمل الصول الاعميان، لانهما لا يميزان.
فيقال: للكروب التى لا يختص بوقت دون وقت عمياء.
و ربما اخذت العمياء هاهنا من ال عمى و هو رمى الامواج القذى، يعنى طخيه يرمى الناس الى الهلاك كما يرمى الموج القذاه.
و من ذلك قولهم: عمى البعير الزبد.
و قيل المراد بالطخيه العمياء يعنى الواقع فيها يعمى عن طريق النجاه منها لشدتها و صعوبتها، كما قال الله، تعالى: (بلدا آمنا) لمعنى بلدنا من الامان )؟ ).
(43 ر).
قوله: يهرم فيها الكبير، فى كتاب سر الادب: مادام الرجل من الثلثين و الاربعين فهو شاب، ثم هو كحل الى ان يستوفى الستين عند العرب بخلاف اقاويل الاطباء، ثم بعد ذلك الوخط، ثم الشيب، ثم يقال بعد ذلك، شمط، ثم يقال بعد ذلك: شاخ، ثم يقال بعد ذلك: كبر، ثم يقال بعد ذلك هرم، ثم يقال: خرف، ثم يقال بعد ذلك: اهتر، فقوله: يهرم الكبير، يعنى ينتهى من الكبر الى الهرم.
قوله: و يكدح فيها مومن، اى يسعى و يكسب لنفسه و يد اب و لا يعطى حقه حتى يلقى ربه، اى يموت.
و فى روايه: و يدرج مومن.
ثم تمثل بقول الاعشى.
شتان ما يومى على كورها و يوم حيان اخى جابر قال واحد: بين يدى الاصمعى: شتان ما بينهما.
فقال الاصمعى: اخطات، و تمثل بقول الاعشى هذا.
فقيل له: ما تقول فى قول الشاعر: لشتان ما بين اليزيدين فى العلى؟ قال: هذا الشعر مولد لا يحتج به.
و الفراء يخفض النون من (شتان) يعمل عمل الفعل، و ان كان اسما.
و معناه (بعد).
و فى البيت صله، و (يومى) فاعل (شتان) و (يوم حيان) برفع الميم معطوف على (يومى).
كانت بين علقمه بن علاثه بن عوف بن الاحوص و عامر بن الظفيل منافره.
و وفد الاعشى ميمون بن جندل من بنى قيس على علقمه عند انصرافه من قيس بن معدى كرب، فقال لعلقمه اجرنى! فقال له علقمه اجيرك من غير قومى.
فغضب الاعشى، و اتى عامر بن الطفيل، و قال له: اجرنى فقال له عامر: اجيرك من الجن و الانس و من طعامك و شرابك، و ان قتلك انسان، قتلته بك، و ان اصابك حقك، حملت دينك الى اهلك.
فلما تنافر علقمه و عامر و قصد الحرب بن و عله الكاهن يحكم بينهما، لقيهما الاعشى، و قال هذه القصيده.