شرح نهج البلاغه

علی بن زید بیهقی فرید خراسانی

نسخه متنی -صفحه : 365/ 300
نمايش فراداده

حکمت 005

قوله: صدر العاقل صندوق سره، اى لا يفشى سره.

فان السر بالكتمان، اولى، و كتمان الاسرار خلق محمود من الفضائل و هو من باب الامانه.

(قوله:) الاحتمال قبر العيوب و المسالمه خباء العيوب، هما روايتان، عنى به ان المخاصمه يثير نقع العيوب، فان الخصم يضطر الى اظهار معايب خصمه ليحقره فى اعين الناس و يفوز بالانتقام منه.

و من لم يغضب، و اختار الاناه عند سفاهه السفهاء، استترت عيوبه، اى لا يذكر من عيوبه عيب اذا عرف بالاحتمال.

قوله: البشاشه حباله الموده، معناه بالبشاشه يمكن حسن المعاشره، و لا يضيق نطاق البشاشه عن الاصدقاء و المعارف، و يضيق نطاق المال و الجاه عن هولاء.

حکمت 006

قوله: من رضى (عن) نفسه كثر الساخط عليه، من رضى عنه نفسه، اعتقد الكمال لنفسه، و من اعتقد الكمال لنفسه، اعتقد النقصان لغيره.

و ليس الامر كذلك.

فينظر الى غيره بالازدراء و التحقير فكثر الساخط.

و من رضى عن نفسه، رفع نفسه فوق قدرها، و من رفع نفسه فوق قدرها، ردها الناس الى قدرها.

فكثر الساخط عليه.

و من رضى عن نفسه، لم يجتهد فى طلب كماله، و بقى فى مهاوى النقصان، و تصور نقصانه كمالا.

و العقلاء يتصورون نقصانه نقصانا، فلذلك كثر الساخط عليه.

قوله: الصدقه دواء منجح، ماخوذ من قول النبى، صلى الله عليه و آله: داووا مرضاكم (190 ر) بالصدقه.

قال بقراط مقدم الاطباء: من الامراض امراض علاجه القرابين و الصدقات.

و اذا كان الشافى فى الحقيقه هو الله، فطلب الشفاء منه بالصدقات اولى، و هذا دواء ينفع، و دواء الطبيب ربما لا يفيد و لا ينفع.

و يقال لهذا الدواء: الطب الالهى.

فلذلك قال اميرالمومنين: الصدقه دواء منجح.