و قيل: ان هذه القصيده اهجى (43 پ) قصايد العرب، و اول القصيده: شاقتك من قتله اطلالها بالشط فالوتر الى حاجر دار لها غير آياتها كل ملث صوبه زاخر دعها فقد اعذرت فى ذكره و اذكر خنا علقمه الفاجر اقول لما جائنى فجره سبحان من علقمه الفاخر زيافه كالفحل خطاره تلوى بشرخى ميسه قاتر و قد اسلى الهم اذ يعترى بحسره دوسره عاقر شتان ما يومى على كورها و يوم حيان اخى جابر و حيان و جابر ابناء السمير بن عمرو.
و كان حيان صاحب الحضن باليمامه.
و كان حيان سيدا مطاعا مرفها منعما يصله كل سنه كسرى، فكان فى نعمه و رفاهيه، و لا يسافر ابدا، و كان مصونا من و عثاء السفر.
فيقول الاعشى: حيان فى حصن حصين و نعمه و انافى سفر و مشقه.
و غضب حيان على الاعشى بهذا البيت، و قال: جعلتنى اعرف باخى و انا اكبر منه و اشرف.
فاعتذر اليه الاعشى، و قال: ذلك للقافيه، فلم يقبل عذره.
ثم استولى علقمه على الاعشى، فقال للاعشى: و قد وهبت لك دينك و لك على الخفاره حتى تخرج من ارض بنى عامر، فاكفف عنى لسانك بخيرك و شرك.
فانجز علقمه ما وعد الاعشى.
فقال الاعشى يمدحه: علقم يا خير بنى عامر للضيف و السايل و الزاير فيشتمل بهذا البيت، يعنى: (شتان ما يومى على كورها) كل من كان فى مشقه و عناء و تعب، و غيره فى راحه و خفض عيش.
و قال ابن جنى: معنى البيت: (ما ابعد ما بين يومين مرا على:
احدهما يوم ركبت ناقتى و قاسيت مشاق الاسفار، و يوم استقرنى المكان عند حيان فى خفض و دعه و كرامه و جايزه، يمدحه و يشكر معروفه عنده.
قوله: لشد ما تشطرا، و يروى: تشاطرا، يعنى: تناصفا ما فى ضرعها.
الحوزه الناحيه.
قال الشاعر: و احمى حوزه الغائب.
(44 ر).
قوله: كواكب الصعبه، اى كواكب الناقه الصعبه، الصعب نقيض الذلول، و الانثى صعبه.
و المراد من ركب ناقه صعبه غير مروضه، فقد قرع باب المخاوف.
هذا مثل للعرب، يضرب لمن خاض فى امر له خطر.
قوله: ان اشنق لها خرم، قال السيدالرضى يريد بذلك انه اذا شدد عليها فى جذب الزمام و هى تنازعه خرم انفها.
و قال: انما قال: و اشنق لها، لانه جعلها فى مقابله قوله: اسلس لها.
و اقول: انى وجدت فى اصول اللغه فى كتاب ينابيع اللغه و غيرها: شنق لها و اشنق لها.
يقال: اشنق البعير براسه، و بنفسه، اى رفع راسه، يتعدى و لا يتعدى، و شنق لها و اشنق لها، اى لناقته، اى عاجها.
و خرم قطع، و خرم عدل عن الطريق.
اى ان ارخى لها الزمام، توجهت به حيث شائت فعسف به، و ان ضيق عليها الشناق خرق انفها، لان الزمام متصل بالانف.
قحم و تقحم، رمى بنفسه فى امر من غير دربه.
يقال: تقحمت به دابته، اى مررت به و هو عليها، فلم يضبطها.
قوله: فمنى الناس، لعمر الله، بخبط و شماس و تلون و اعتراض، بالضاد و الصاد معا.
يقال: خبط عشواء و هى الناقه التى فى بصرها ضعف تخبط اذا مشت لا تتوقى شيئا.
و خبط الرجل طرح نفسه حيث كان.
الاعتراض بالصاد الغير المعجمه النشاط.