قال فى الاحنف بن قيس حين اعتزل اميرالمومنين و طلحه و الزبير: خذلوا الحق و لم ينصروا الباطل.
قوله: ما كل مفتون يعاتب، معناه اذا وقع الانسان فى شده من شدائد الدنيا ينظر: فان كان من سوء اختياره، او كان فعله سببا لها، او اوقع نفسه فى تلك الشده بسبب امور شهوانيه او معصيته، فانه يلزم عليها و يعاتب.
و ان كان من فعل الله، او من فعل غيره، فانه لا يلام عليها، و هو فى كل حال مفتون.
قوله: تذل الامور للمقادير، حتى يكون الحتف فى التدبير، يعنى من قدر الله هلاكه (190 پ) فان تدبيره يودى الى تدميره.
قوله: امرو و ما اختار، مثل للعرب، كل امرو و ما اختار و يروى: (دع امرا و ما اختار).
الواو هاهنا بمعنى (مع) اى: دع امرا مع ما يختار.
و هذا كقولهم: استوى الماء و الخشبه، اى مع الخشبه، و جاء البرد و اليالسه.
و نكر (امرا) الا انه اراد بالنكره العموم، كقول الله، تعالى: آتنا فى الدنيا حسنه.
و معنى المثل ملام لقول الشاعر: اذا المرء لم يدر ما امكنه و لم يات من امره ارسنه فدعه فقد ساء تدبيره سيضحك يوما و يبكى سنه اما تغيير الشيب و الخضاب، فنقل بعض الروايات انه نوع من الرياء.
و اذا كان الشيب نور الله، فستر نور الله امر خارج عن الاعتدال، و الغزاه يخضبون بالحناء فى عهد السلف.
من كان صاحب المروه، فان الله، تعالى، يهديه فى عواقب اموره الى ما يحب و يرضى.