قوله: اخرجنى الى الجبان، الجبان الصحراء.
(قوله:) عالم ربانى و متعلم على سبيل النجاه.
اما العالم الربانى، فهو العالم الذى حصل من العلوم علوما الى الاخره، و من الحرص الى القناعه، و من الغفله الى التقوى.
و المتعلم المذكور هو الذى يتعلم لاجل ذلك.
قال الامام الوبرى: معنى ذلك ان كل واحد من القسمين من العالم و المتعلم انما يفوز و يباين الهمج الرعاع اذا جمع وصفين.
فالعالم انما يفلح اذا جمع بين العلم و العمل، و المتعلم انما يفوز اذا جمع الى التعلم القصد الى سبيل نجاته.
فاذا كان العالم غير عامل، و العالم غير قاصد لسبيل النجاه، فهما من جمله الرعاع.
الهمج جمع همجه و هو ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجه الغنم و عينيها.
و يقال للرعاع من الناس الحمقى: انما هو همج.
و قول الراجز: قد هلكت جارتنا من الهمج قالوا: الهمج هاهنا سوء التدبير فى المعاش.
الرعاع الاحداث و الطغام.
قوله: العلم يزكو على الانفاق، لان الهدايه الى الدين و الابانه للناس عن تفاصيل العلوم يفتح لصاحبه ابواب العلم، و يسهل عليه الوقوف على الادله و الوصول الى العلوم المتطرقه.
و ربما يذكره ما نسى من الدلايل و المعلومات.
فلذلك قال: و العلم يزكوا على الانفاق ، و قال الله، تعالى: و الذين اهتدوا زادهم هدى.
قوله: صنيع المال يزول بزواله، و المعنى ان صنيع المال يفنى و اثر العلم يتوارث.
قوله: اصبت لقنا غير مامومن، يعنى يطلب العلم للدنيا.
و مستظهرا بنعم الله على عباده و بحجته على اوليائه، عنى به المعاند المجادل او منقادا لحمله الحق، عنى به المقلد الذى يقبل قولا (بلا) حجه اما لغفلته و (204 پ) و ركونه الى الدنيا و اما لفياله رايه.
قوله: او منهوما باللذه مستغرقا فى اللذات الخسيسه ارتمست فيه الامور الشهوانيه.
قوله: صحبوا الدنيا بابدان ارواحها معلقه بالمحل الاعلى، عنى به انهم ما التفتوا الى غير الحق، و اماطوا القذى عن طريقهم كما يميط الدهقان الشوك و الكشوث عن مزارعه.
و واظبوا على الذكر و الفكر.
و من واظب على ذكر مذكور انس به.
و من انس بشى ء، غفل عمادونه.
فلذلك قال: ارواحها معلقه بالمحل الاعلى.
هذا خبر عن فقراء آخر الزمان و ارباب التوحيد، لذلك قال: آه آه شوقا الى رويتهم.