قوله: من عراق خنزير فى يد مجذوم، العرق العظم الذى اخذ عنه اللحم، و الجمع عراق بالضم.
قا(ل ا)بن السكيت: و لم يجى شى ء من الجمع على فعال الا احرف منها توام و رباب و ظوار و فرار (و رخال) و عراق (فى جمع توام، و ربى و ظئى و فرير و رخل و عرق).
اما الجذام فهو فساد شكل يعرض للاعضاء بسبب خلط محترق خبيث ينبث فى البدن.
و هذا الخلط اذا كثره ورم الاعضاء اولا ثم قرحها، و هو مرض خبيث عسر العلاج.
و المعنى لا شى ء اخبث من عراق خنزير، اى عظم لا لحم عليه فى يد مجذوم.
فان يد المجذوم خبيث (208 پ) متقرحه، و هى اخبث اعضاء المعلولين.
فاخبر عن خساسه الدنيا هذه و خساسه من قنع بها.
قوله: ان قوما عبدوا الله رغبه، الى تمام الكلام، من تناول الدواء لدفع المرض و الالم، فهو خسيس الهمه، و من تناول الدواء لحفظ الصحه فهو رفيع الهمه.
و قال بعض العلماء، معنى قوله: عبد الله شكرا، للشكر درجه عاليه، قال الله، تعالى: و قليل من عبادى الشكور.
اما التوبه و الصبر و الخوف و الزهد و المحاسبه و المراقبه فامور غير مقصوده للاخره.
و اصول الديانه العلم و الحال و العمل.
فالعلم هو الاصل، و الحال نتيجه العلم، و العمل نتيجه الحال.
و العلم شكر لمعرفه النعم، و الحال سرور القلب بهذه النعمه، و العمل صرف النعمه فيما امر به المنعم.
و بالعلم يعرف النعمه، و يعرف ان اصول النعم من الله، تعالى، و لا شريك له فى هذه النعمه فكان العمل، كما ذكرنا، من نتايج هذا العلم الذى هو شكر معرفه النعم.
لذلك قال اميرالمومنين فتلك عباده الاحرار.