قوله: ليس الرويه (كالمعاينه) مع الابصار، اى لا يوجب الادراك العلم، لا محاله.
انما الذى يوجبه هو التفكر.
و اراد به العلم الاستدلالى دون المشاهده، فكانه قال: ليس العالم من ادرك المحسوس، انما العالم من علم ما ليس بمحسوس.
قوله: فقد يكذب العيون اهلها، و لا يغش العقل من استنصحه.
العين ترى الشى ء من بعيد اصغر، و من قريب اعظم، و ترى الكواكب فى الافق اعظم و فى وسط السماء اصغر.
و جرم الكواكب لا يزيد و لا ينقص فى فلكه.
و ترى ساكن السفينه الساحل متحركا، و السفينه ساكنه.
و ترى الخشب او الحديد فى الماء معوجا و هو مستقيم، و لذلك اخوات و نظائر، و لكن هذه الامثله يكفى.
و فى معنى قوله (يكذب العيون اهلها) قوله: قطع العلم عذر المتعللين، اى لا عذر للعالم فى التقصير من جهه العمل، و ان كان الجاهل غير معذور، و لكن العالم اقطع عذرا.