شرح نهج البلاغه

علی بن زید بیهقی فرید خراسانی

نسخه متنی -صفحه : 365/ 349
نمايش فراداده

حکمت 273

قوله: ليس الرويه (كالمعاينه) مع الابصار، اى لا يوجب الادراك العلم، لا محاله.

انما الذى يوجبه هو التفكر.

و اراد به العلم الاستدلالى دون المشاهده، فكانه قال: ليس العالم من ادرك المحسوس، انما العالم من علم ما ليس بمحسوس.

قوله: فقد يكذب العيون اهلها، و لا يغش العقل من استنصحه.

العين ترى الشى ء من بعيد اصغر، و من قريب اعظم، و ترى الكواكب فى الافق اعظم و فى وسط السماء اصغر.

و جرم الكواكب لا يزيد و لا ينقص فى فلكه.

و ترى ساكن السفينه الساحل متحركا، و السفينه ساكنه.

و ترى الخشب او الحديد فى الماء معوجا و هو مستقيم، و لذلك اخوات و نظائر، و لكن هذه الامثله يكفى.

و فى معنى قوله (يكذب العيون اهلها) قوله: قطع العلم عذر المتعللين، اى لا عذر للعالم فى التقصير من جهه العمل، و ان كان الجاهل غير معذور، و لكن العالم اقطع عذرا.