قوله: اخبر تقله، كلام يتمثل به، و يروى: فاقله.
القلى و القلا البغض، اذا القاف قصر.
و اذا فتحت، مد.
و منه قوله، تعالى: ما ودعك ربك و ما قلى.
و قوله: انى لعملكم من القالين، اى من المبغضين.
و التقدير ان خبرتهم فلتقلهم.
فاوقع لفظ الامر فى موضع الخبر.
و مثله قوله: تعالى: قل من كان فى الضلاله فليمدد له الرحمن مدا.
تقديره من كان فى الضلاله مده الرحمن فى ضلالته مدا.
فاللفظ لفظ الامر و المعنى مخبر.
و قال الهروى: اخبر، يعنى جرب، يعنى اذا جربتهم قليتهم.
و يقال (تقله) الهاء للوقف، يقول: كل من خبرته من الناس، ظهر لك انه مبغض.
و قيل: الهاء فى (تقله) للسكت بعد الحذف، يعنى حذف العايد، يعنى ان اصله اخبر الناس تقلهم.
و حذفت الهاء و الميم، ثم ادخل هاء الوقف، و يكون الجمله فى موضع النصب بلفظ وجدت، اى وجدت الامر كذلك.
و ضرت فى ذم الناس و سوء معاشرتهم.
قال العميد ابوبكر القهستانى: لولا ان الاعتراض على السلف من الجهاله و السرف، لقلت: القلى ثم المخبر، حتى لا يكون مضيعا فى وقته و واضعا غير موضعه مقته.
قوله: ذعذعتها الحقوق، يقال ذعذعته فتذعذع اى فرقته فتفرق.
قوله: الغنى و الفقر بعد العرض على الله، تعالى: يعنى من عرض على الله، تعالى، و فاز برضوان الله، فقد ظهر انه كان فقيرا عن الدنيا غنيا برحمه الله.
فرب فقير فى صورته و قلبه مشتاق الى الغنى، فله ذل الفقر فى الدنيا و عقوبه الاغنياء فى الاخره.