قوله: ظاهره انيق، شى ء انيق اى حسن معجب.
و آنقنى الشى ء اى اعجبنى.
و باطنه عميق اى لا يعرف تاويله الا الله و الراسخون فى العلم.
شرح الخطبه الاخرى، قوله: اعترضه الاشعث، يعنى حال دونه و دون كلامه و وقع فيه.
و هو الاشعث بن قيس الكندى، من كنده و هم ملوك.
و نسبه الاشعث بن قبس بن معدى كرب بن معويه بن جبله بن عدى بن ربيعه بن معويه بن الحرث بن معويه بن ثور بن مرتع بن معويه بن كنده.
يقال: اعترض الشى ء دون الشى ء اى حال دونه، و اعترض الفرس فى رسنه اى لم يستقم لقائده، و اعترض البعير ركبه و هو صعب، و اعترض الشهر ابتداه من غير اوله، و اعترض فلانا وقع فيه.
قوله: فخفض اليه بصره، يعنى مد من قولهم: خفض، اى مدراس البعير الى الارض، (54 ر) و يقال: خفض بصره ضد رفع البصر.
قوله: و الاسلام اخرى، يعنى ارتد الاشعث بعد الاسلام، حتى اسره خالد بن الوليد و بعثه الى المدينه، فاطلق.
و ارتد مره اخرى و نحر كل ابل راه.
فقيل: او لم من الاشعث.
و سبب ذلك ان الاشعث تزوج بام فروه بنت ابى قحافه، فخرج الاشعث من مجلس العقد، و دخل سوق (المدينه) و اخترط السيف، و نحر كل ابل راه، و ذبح كل غنم استقبله، و دخل دارا من دور الانصار.
فصاح الناس و قالوا: ارتد الاشعث ثالثا.
فاشرف الاشعث على السطح، و قال: يا اهل المدينه انى غريب ببلدكم، و اولمت بما نحر (ت) و ذبحت، فلياكل كل انسان ما وجد.
وليعد الى من كان له على حق، حتى ارضيه.
و فعل ذلك، فلم يبق دار من دور المدينه الا و اوقد فيها بسبب تلك اللحوم.
فضرب اهل المدينه به المثل، و قالوا: اولم من الاشعث.