و قال فيه الشاعر: لقد اولم الكندى يوم ملاكه وليمه حمال لنقل العظائم قوله: حائك بن حائك، و يروى حائك بن حائك، اى يا حائك بن حائك.
و ما يدريك (ما) استفهام، ما على بمعنى الذى على، و ما الثانيه موضعها نصب، لانها مفعول يدريك.
يقال: حاك يحيك حياكا وحيكا وحياكه، حرك منكبيه و فحج بين رجليه فى المشى، يقال منه: رجل حائك و امراه حائكه.
و الحياك المتبختر، و الحياكه المتبختره.
و قال القمقام الاسدى: جاريه من شعب ذى رعين حياكه تمشى بعلطتين و قيل: كان الاشعث من ابناء ملوك كنده، و لم يكن حائكا بمعنى ناسج الثوب، بل انما وصفه اميرالمومنين، عليه السلام، بهذا المشى و الهيئه، و هذا مشى المخانيث.
و يدل على حسبه و وجاهته فى قومه قول اميرالمومنين: فما فداك فى واحده منهما مالك و لا حسبك.
و اميرالمومنين انما عيره بالتخنث، فعبر عن هذا الفعل الشنيع باستعاره مليحه داله على هيئه المخانيث.
و قيل: لابل كان الاشعث ينسج برد اليمن، (54 پ) و ابوه كان ناسجا.
و لو ص ح ما ذكروه، لكان اميرالمومنين انما عيره باخلاق خسيسه تتبع هذه الحرفه، لا هذه الحرفه التى يجوزها الشرع و الدين، و كانت منسوبه الى شيث بن آدم عليهما السلام، و يحتاج الحى و الميت الى المنسوج.
و من ذهب الى هذا المعنى، قال: هو ماخوذ من (الحوك) و هو ضم الشى ء، يقال: حاك الثوب حوكا و حياكه، نسجه، فهو حائك و قوم حاكه و حوكه جائت على الاصل.
و من اخلاق الحوكه الكذب.
و قد روى فى كتاب شمائل النبى، عليه السلام، دفع غزلا الى حائك من بنى النجار لينسج له صوفا.
و كان رسول الله، صلى الله عليه و آله، يطلبه و ياتيه متضايا و يقف على بابه، و يقول: ردوا علينا ثوبنا حتى نتجمل به فى الناس.
و الحائك يكذب و يعده مواعيد عرقوب، حتى توفى رسول الله، صلى الله عليه و آله و سلم، و لم يتم له هذا النسج.
و قيل: الحائك هاهنا ماخوذ من حاك الشعر، فالحائك الشاعر الذى يكتسب بالشعر مالا، و هذا كسب خبيث.
و قال بعض المحققين: الحياكه حرفه خسيسه.
و الحائك و الغزال و القطان و المعلم ضعفاء العقول.
لان معا ملتهم و مخالطتهم مع النساء و الصبيان.
و عقول النساء ضعيفه، و الصبيان لا عقول لهم.
و من كان اختلاطه مع ضعفاء العقول، كان ضعيف العقل.
و قال الامام الجليل ال وبرى: هذه اشاره الى دنائه حرفته و حرفه ابيه.