شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و انما يعير الانسان بدنائه الحرفه و ذمامه الخلقه و خسه الهمه.و لكن هذه المذمه تبع لكفره و نفاقه.فاما فى حق المومن النقى و من لا يستحق الذم فلا يجوز تعييره بهذه الامور.و على هذا قال الله، تعالى: و لا تطع كل حلاف، الى قوله: عتل بعد ذلك زنيم.و قوله: و ان امرا دل على قومه السيف، و ساق اليهم الحتف، لحرى ان يمقته الاقرب، و لا يامنه الا بعد.قال السيد: اراد به حديثا كان للاشعث مع خالد بن الوليد باليمامه غر فيه قومه (55 ر) و مكربهم، حتى اوقع بهم خالد، و كان قومه بعد ذلك يسمونه (عرف النار).و هذا القصه لم يوجد فى التواريخ و ايام العرب.و قد تصفحت اكثر التواريخ، و ذكرت مشاهير ايام العرب فى كتابى المعنون بمجامع الامثال.و لم اقرء فى تاريخ ان الاشعث كان مع خالد فى محاربه مسيلمه باليمامه.اما حديث الاشعث و اسره فى الكفر مره و فى الاسلام مره اخرى و غدره و دلالته على قومه السيف ما اذكره منقولا عن التواريخ و مشاهير ايام العرب.كان الاشعث بن قيس ملك حضرموت، و قد منع اهل حضرموت الصدقات، فاتاهم مهاجر بن ابى اميه، و حارب الاشعث، و اظهر الارتداد، فطرد مهاجر الاشعث و بنى كنده من حض
رموت، فالتجا الاشعث مع قومه الى حصن حصين فى الباديه.فقصد مهاجر بن ابى اميه و و عكرمه بن ابى جهل الاشعث، و قتلا من وجدا من قوم الاشعث.فطلب الاشعث الامان فى نفر من قومه، و كتب اساميهم، و ما كتب اسمه.و آمنه المهاجرين الوليد فخرج الاشعث من الحصن.و سلم قومه الى المهاجر، حتى قتلهم جميعا، و اما ابقى منهم نافح ضرام، و لا قائد زمام.و قال المهاجر، حتى قتلهم جميعا، و ما ابقى منهم نافح ضرام، و لا قائد زمام.و قال المهاجر للاشعث: هات كتاب الامان، فعرض عليه الاشعث كتاب الامان.فقال المهاجر: ليس فيه اسمك و انك مقتول.فتكلم فى حقه عكرمه بن ابى جهل حتى حمله المهاجر مقيدا الى المدينه.فهذا معنى قوله: دل على قومه السيف.فانه سلم قومه الى المهاجر و ما طلب الامان الا لثله من قومه.