شرح نهج البلاغه

علی بن زید بیهقی فرید خراسانی

نسخه متنی -صفحه : 365/ 86
نمايش فراداده

لم يحلل فى الاشياء، قيل (72 ر) الحلول فى الاشياء من امارات الاعراض، و يقال ذلك بالمجاز فى حق الاجسام.

و اذا كان الله تعالى قديما، استحال حدوثه، و الحلول تبع الحدوث، فيستحيل حلوله.

و يستحيل عليه المجاوره، لان المجاوره من لوازم الاجسام.

و ما استحال عليه القرب، استحال عليه البعد، لانهما موقوفان على الجسم و العرض توسها.

فاذا كان كذلك، فكما لم يجز ان يكون الله، تعالى، فى الاشياء من طريق الحلول، و لامع الاشياء من طريق المجاوره و المصاحبه، لم يجزان يكون خارج الاشياء باينا عنها، لانه يقتضى كونه شاغلا للجهات.

فاذا استحالت الجسميه عليه، استحال مقتضاها.

قوله: لم يوده خلق ما ابتدا و لا تدبير ماذرا، لان احداثه للافعال من غير احتياج الى آله.

و التعب و الاعياء من حكم الالات و الجوارح.

قوله: و لا ولجت عليه شبهه فيما قضى و قدر، لانه عالم بكل معلوم، و عامل ما هو كاين و ما يكون و ما لا يكون.

و انما يتردد فى الفعل من لا علم له به قبل ايجاده.

قوله: المامول مع النقم المرهوب مع النعم، لان ا لياس انما يقع من المنتقم اذا كان ينتقم عن حقد و ضغن، لا عن حكمه و عدل، فلا يجوز ان يطمع فى غيره مادام منتقما.

فكذا انعامه و احسانه، اذا فعله لشهوه و لذه فى ذلك و طلب كمال.

فاما الله، تعالى، فان عقابه يصدر عن علم و حكمه و صلاح يعلمه للعباد.

و الصالح تختلف فى الدنيا بحسب الاوقات.

فقد يقتضى الحكمه و العدل تشديدا على عبده فى هذا الوقت، و يقتضى تسهيلا عليه فى الثانى، و يقتضى تسهيلا عليه و ترفيها له فى هذا الوقت، و تشديدا عليه فى الثانى.

و اذا كانت افعاله مقصوره على الحكمه و العدل و الرحمه، وجب ان يكون مامولا مع النقم مرهوبا مع النعم.

و قال قوم فى معانى (72 پ) هذه الالفاظ: هو باطن باعتبارنا لامن جهته، و ظاهر باعتباره و من جهته.

و اذا تاملت صفه قطعك ذلك عن صفات البشريه، و قلع عرقك عن مغرس الامور الجسمانيه، فوصلت الى معرفه الذات من حيث لا يدرك، فالتذذت بان تعرف ما لا يدرك، فذلك الظاهر فى الافق الاعلى و عالم الرببيه، الباطن عن الافق الاسفل و عالم البشريه.

فهو اول من جهه انه يصدر عنه كل وجود لغيره اما بواسطه او بغير واسطه، و هو اول من جهه انه اولى بالوجود، و هو اول من جهه ان كل زمانى ينسب اليه، و الزمان و ما فى الزمان منسوبان الى ايجاده و احداثه.

و هو آخر، لان الاشياء اذا نسبت الى اسبابها و مباديها، وقف عليه المنسوب، و هو آخر لانه الغايه الحقيقيه فى كل طلب، و كل طالب حقيقى يطلبه.