شرح نهج البلاغه

علی بن زید بیهقی فرید خراسانی

نسخه متنی -صفحه : 365/ 90
نمايش فراداده

خطبه 075-اندرز

قوله: رمى غرضا، و احرز عوضا، التكليف ينقسم الى عقلى و سمعى.

فالعقلى منها ما ينبغى ان يفعل على وجهه الذى وجب و حسن.

و اما الشرعى فللثواب مدخل فى وجه حسنه.

و لهذا يجب علينا ان ننوى الثواب فى اقامه الصلوه و الصيام و ساير العبادات الشرعيه، كما يجب علينا به العباده و الصلاح.

فقوله: رمى غرضا و احرز عوضا، يجوز ان يكون اشاره الى كون الثواب غرضا فى الشرعيان و داعيا الى العقليات.

و قال قوم: الغرض هاهنا ليس بمعنى الهدف، و انما هى استعاره، فالغرض الاول تنحيه مادون الحق عن مستن الايثار، و الثانى تطويع النفس الاماره للنفس المطمئنه.

و الثالث تلطيف السر للتنبيه.

و الغرض الاول يعين عليه الزهد الحقيقى.

و الغرض (75 ر) الثانى يعنين عليه العباده المشفوعه بالفكره، ثم الالحان المستخدمه، ثم نفس كلام الواعظ من قايل زكى بعباره بليغه و نغمه رخيمه و سمت رشيد.

و اما الغرض الثالث فيعين عليه الفكر اللطيف.

فهذا معنى قوله: عندهم رمى غرضا و احرز عوضا.

و العوض خلسات من اطلاع نور اليقين يتبع هذه الاغراض.