ثم قال فى الخطبه الاخيره: كان الله تعالى فى الاول و لم تكن من الموجودات ذات شى ء، ثم ذكر كثيرا من الموجودات مفصلا.
و القائم و القيوم فى صفه الله هو الدائم الذى لايزول، و هو القائم على كل نفس بعد ذلك اخذ لها به و مجاز.
(و الابراج) بروج السماء، و برج الحصن: ركنه، و ربما سمى الحصن به.
و روى ان فوق سبع سماوات سبعه (حجب) دون العرش (ذات ارتاج) مغلقه ابوابها، و الارتاج جمع رتج، و هو الباب العظيم.
و الليل الداجى: المعظلم.
و البحر الساجى: الساكن.
و روى (ذلك متبدع الخلق).
و الدائبان: الليل و النهار، وداب فلان فى عمله: اى جد و تعب، و ادابته.
و روى (الشمس و القمر دائبان) على المبتدا و الخبر، ودائبين نصب على الحال اوالظرف، و هماليسا بمكلفين و انما هما مسخران (سريعان) بدابهما ملائكه (مقربون) موكلون بهما لرضى الله.
و لما كان الوقت و الزمان و الليل و النهار كلها عباره عن جريان الشمس و القمر و دوران الفلك كنى بهما عن الليل و النهار، يعنى يبلى كل جديد بمجى ء الليل و النهار، و يصير المشيب بعد الشباب و البلى و الجده عباره عنهما و عما بعدهما و قبلهما و يقرب الموت و القيامه و الجزاء و ان ظن كونها بعيدا.
ثم قال: قسم ا لله ارزاق المكلفين.
و روى (و عدد انفاسهم) (و مستقرهم) فى الارحام الى الوقت الموقت لهم (و مستودعهم) فى الاصلاب لم يخلقوا بعد.
و قيل تقديره: و يعلم مستقرهم، اى ماواهم على ظهر الارض، و مستودعهم اى مدفنهم بعد موتهم، فعلى هذا يكون قوله (الى ان تتناهى بهم الغايات) اشاره الى مايكون فى الاخره من الثواب و العقاب و الجنه و النار و ماقبلها من (القبرو) الحشر و النشر، و على الاول كنايه عن كونهم احياء فى الدنيا و ما بعد ذلك.
ثم وصف الله بان عقوبته شديده على اعدائه فى الاخره مع سعه رحمته تعالى عليهم فى الدنيا، و انه رحمته واسعه للاولياء فى الدارين مع شده معاملته اياهم فى الدنيا بمشقات التكاليف من المرض و الفقر و الموت و بعذاب من يجرى عليه العدل دون الفضل.
و تسميه التكاليف التى ليست بعقوبات على الحقيقه بالعقوبات مجاز، كقوله (لاعذبنه عذابا شديدا).
و يجوز ان يكون ذلك اشاره الى انتقام الله من الظالم للمظلوم، و يقال: انتقم الله منه (اى عاقبه و الاسم منه) النقمه و الجمع نقمات و نقم.
و ان شئت سكنت القاف و نقلت حركتها الى النون فقلت: نقمه و الجمع نقم مثل نعمه و نعم.
و (عازه) اى غالبه.
و مدمر: مهلك.
و من شاقه: اى من عاداه، و كذا مع نى من ناواه.
شرح اين قسمت در كتاب مورد استفاده نيامده است.