و اما الخطبه التى بعده، فانه عليه السلام يقول: انا اطفات النائره التى اوقدها طلحه و الزبير و مروان بن الحكم فى حرب الجمل، و سكنت الفتنه التى انارها معاويه بصفين، و قد كان الناس ينظرون الى من جانب و الى المخدره التى اخرجوها من الجانب الاخر ما اجترا احد منهم ان يدخل فى احد الجانبين، مثل الاحنف بن قيس و جماعه معه خرجوا من البصره و قالوا: نحن لانحارب عليا و لازوج رسول الله صلى الله عليه و آله.
و قوله (و فقات عين الفتنه) استعاره، اى اعميتها.
و الفقو: الشق.
(و غيهبها) اى ظلمتها.
(و كلبها) اى شدتها.
ثم قال لهم فسالونى عما يلتبس عليكم ابين لكم، فانا عالم بكل هادو ضال، فقد حدثنى رسول الله صلى الله عليه و آله يما يكون الى يوم القيامه عن جبرئيل عن الله تعالى.
و اذا خرجت من بين اظهركم (و حزب خطب) اى اصاب امر عظيم (ضاقت الدنيا عليكم).
ثم ذكر عله ذلك، و هو ان الفتن فى اولها لايعرف الحق فيها من الباطل و فتنه بنى اميه اعظم من هذه كلها، و وصفها بشده شديده.
ثم قال: ان اهل بيتى ينجون منها و لايصيرون من دعاتها، و يكشف الله تلك الفتنه بسيف ابى مسلم صاحب الدوله الخراسانى و اصحابه.
فهذا خلاصته.
و الحوازب: المصيبات، م ن حزبه امر: اى اصابه.
قوله (لاطرق كثير رووسهم) اى نكسها.
و فشل: اى جبن.
(و قلصت حربكم) اى شمرت و صارت جدا، من قولهم (فرس مقلص) مشمر طويل القوائم، يقال قلص الشى ء و تقلص اى انضم و انزوى، و قلص الظل: ارتفع.
(و شمر عن سوقه) اى رفع الازار عنها، و شمر فى امره: خف.
(و شبهت) اى لبست.
وروى على ما لم يسم فاعله.
و (يحمن) اى يدرن، من قولهم: حام الطائر حول الماء.
و قوله (لتجدن بنى اميه ارباب سوء كالناب) اى كل واحد منهم مثل الناب و هى المسنه من النوق.
و الضروس: الناقه السيئه الخلق.
(و تعذم) اى تعض، من العذم، و هو العض و الاكل بخفاء.
(و تزبن برجلها) اى ترفع بها، يقال (زبنت الناقه) اذا ضربت بثفنات رجلها عند الحلب، فالزبن بالثفنات و الخبط باليد و الركض بالرجل.
وروى (ترد عليكم فتنتهم شوهاء قطعاء) اى متنكره متعوله مقطوعه اليه.
و يقال (شاهت الوجوه) اى قبحت، و تشوه اى تنكر و تعول، و فرش شوهاء يراد بها سعه اشداقها.
و قوله (من يسومهم خسفا) اى (بمن) يذلهم و يهينهم، و الباء يتعلق بقوله (يفرجها الله عنكم).
(و سامه خسفا) اى اولاه ذلا، و انما شبه كشف تلك الفتنه لكونه بمره و لاتعود بانكشاف الجلد مما عليه اذا فرج عنه اديمه.
(و يسقيهم بكاس مصبره) اى مملوئه من الخسف و العنف، و يجوز ان يكون من الصبر.
قوله (و لايحلسهم) اى لايلبسهم (الاالخوف) يقال (احلست البعير) اى البسته الحلس، و احلست فلانا يمينا، اى اقررتها عليه.
و روى (لويرننى).
و اصل الروايه الاخرى ايضا هذا، فحذف للتخفيف نون.
و كذا روى: (لاتسالوننى) (على الاصل).
و يقال لما يقل لبثه: كان ذلك ((ولو) قدر جزر جزور) و الجزر فى الابل كالذبح فى الغنم (الا ان ذلك فى الصدر و هذا فى الحلق).
و الجزور يقع على الذكر و الانثى من الابل، و هى تونث.