اظهر عليه السلام لما استسقى الله الضعف و العجز و شده الزمان و اجتواء المكان تشبيها للشروع فى السوال و الدعاء لطلب الماء، فقال: اللهم و تحقيقه يا الله، فالميمان بدل من حرف النداء.
و قيل: تقديره يا الله آمنا بالخير علم الخلائق كيفيه المساله من الله تعالى، و انهم يتضرعون و يقولون: يا ربنا ان احوال الارض قد تغيرت، فجبالها قد تشققت من قله الامطار مع صلابتها، وصار سهل الارض مغبرا حيث كان مرعى للحيوانات، فهى هائمه متحيره فى مرابضها و مراتعها، تعج و تصيح من الجوع و العطش، كما تعج النساء اللاتى، مات اولادها.
فان حرمتنا بسوء اعمالنا فارحم هذه الحيوانات التى لا ذنب لها.
و ربوض البقر و الغنم و الفرس مثل بروك الابل، و المربض: الموضع منه.
و الحنين للابل و الانين للغنم، يقال: ماله حانه و لا آنه، اى ماله ناقه و لاشاه.
و اعتكر الظلام: اختلط، كانه كربعضه على بعض لبطو انجلائه.
و قيل: اعتكر اى عطف.
قال ابن دريد: كل كار بعد الفرفقد اعتكر.
ثم قال: اللهم جئنا اليك حين عطفت علينا سنو القحط، و فزعنا الى كرمك اذ خالفنا امارات مجى ء المطر، و انت رجاء الراجين.
و المبتئس.
الحزين و الكاره، و المشتكى: الذى هو فى الشده و العذ اب، قال الله تعالى لا تتبئس اى لا تحزن و لا تشتك.
و انت يا رب البلاغ للملتمس: اى الكفايه، و الكافى للطالب ندعوك حين قنط اكثر الانام و خاب الخلق.
و انما قال منع الغمام على ما لم يسم فاعله، و لم يضف المنع الى الله الذى هو الفاعل لذلك تادببا و اعلاما بان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم فكانهم هم المغيرون.
و روى منع الغمام اى منع السحاب المطر.
و السوام و السائم بمعنى، و هو الراعى، يقال سامت الماشيه تسوم سوما اى رعت فهى سائمه، و جمع السائم و السائمه سوائم، اى ندعوك لا تواخذنا بسوء اعمالنا.
و الاخذ: التناول بالبطش الشديد.
و نسالك يا رب ان لا تجعلنا اسراء بسبب ذنوبنا.
و الاخيذ، الاسير، و ان لا تاخذنا اخذ العقوبه بسببها، و ارحمنا بنشر (السحاب المنبعق بالمطر السائل به.
و انبعق المزن و تبعق: اى تصبب بشده.
و اعطنا خيرات الربيع الثكير الخير.