ثم قال: نحمده على ما ابلى من النعم و ابتلى من النقم، يقال: ابلاه الله بلاء حسنا بكثره المال و الصحه و الشباب، فابتلاه الله بالمرض و الفقر و المشيب.
الباطن: العالم ببواطن الامور.
و ما تكن الصدور اى تستر.
و العالم بما تخون العيون من رمزاتها و لحظاتها على غير الوجوه ذكره المشروعه.
و قوله فانه الجد اى ان الامر و الشان و الله الجد و ما ذلك الجد.
و الحق الذى انتم عنه غافلون الا الموت الذى ياتى بغته و قد اسمعت انها المخاطب.
فلا يغرنك سواد الناس اى لا تنظر الى عامه الناس و اعمالهم فتفتر فى العمل.
و من نفسك يتعلق من بمضمر، اى عاذرا من نفسك.
و الاقلال: الفقر.
و قوله طول امل بدل من قوله من كان قبلك اى رايت آمال من كان قبلك و استبعاده قبل موته و سرعه نزول الموت به و ازعاجه من داره و قطعه منها و اقلاقه فحمل على جنازته، فصارت اموالهم بورا اى هالكه.
و البور: الفاسد الهالك الذى لا خير فيه، و يقال: رجل بور و امراه بور.
و قال ابوعبيده قوم بور اى هلكى جمع باير كحايل و حول.
فاستعتب و اعتب بمعنى، اى ارضى راجعا عن الاسائه.
و استعتب ايضا: ظلب ان يعتب، تقول استعتبته فاعتبنى اى استرضيته فارضانى، و كذا روى على الوجهين يستعتبون على ما لم يسم فاعله و يستعتبون بفتح الياء.
و قوله فمن اشعر التقوى قلبه اى فمن جعل خوف الله شعار قلبه فهو السابق على جميع اصحابه، يقال اشعرته اى البسته (و) الشعار: (الثوب الذى على جسم الانسان).
و برز الرجل: اى فاق على اصحابه، و كذا اذا سبق الفرس فقد برز.
و برزت الشى ء: اظهر ته و بينته.
فعلى الاول يكون مهله مرفوعا بالفاعل، و على الثانى ينصب مهله لكونه مفعولا، و كلاهما رويا.
فاهتبلوا هبلها اى اغتنموا قله اموالها، و الاهتبال: الاغتنام، و الهبل مصدر هبلته امه: ثكلته.
و الاوفاز جمع وفز، و هو العجله.
و الظهور كنايه عن المراكب، قال الشاعر: اذ المهره الشقراء ادرك ظهرها ثم يقال للفرس و غيره ذلك، اى استعدوا للرحيل.