ابتدا بحمد الله الذى جعل فى اول القرآن الحمد الله رب العالمين.
و الذكر: القرآن، لقوله تعالى انا نحن نزلنا الذكر.
و قال: فى الحمد لله امر ان، احدهما انه تعالى جعله سببا لزياده النعم قال لئن شكرتم لازيدنكم، و الثانى انه تعالى لما وضعه فى مبدا كتابه كان غرضه ان الناظر فيه يستدل بذلك على عظمه الله و جلاله، و على انه تعالى منعم على الخلائق بالالاء و النعماء.
ثم وعظ الخلق فقال: اعتبروا بمن كان قبلكم و بمعامله الدهر معهم، فانه يجرى بكم مثل ما جرى بهم، فكما مضى عمرا حدهم و ماله و نعمته و صحته فلا يبقى لاحدكم ايضا مثلها ان كان عنده، و يفعل بكم آخرا كما فعل بهم اولا.
و ذكر الدهر على عاده العرب، و المراد داهر الدهر الذى هو الله تعالى.
ثم قال امور متسابقه اى ان احوال الدهر متسارعه يتسابق خيرها و شرها و يتبادر سراوها و بوسها لا يبقى شى ء منه سرمدا اى ابدا.
و روى متشابهه اموره.
ثم قال متظاهره اعلامه اى متناصره راياته بالانقضاء، و متعاونه علاماته على الفناء.
ثم قال: فكانكم بالقيامه قد قامت و ساقتكم من القبور الى موضع العرض سوفا عنيفا مثل سوق الزاجر من جمله الرعاه بالشول، و هى النوق التى خف لبنها و ارتفع ضرعها و اتى عليها من نتاجها سبعه اشهر او ثمانيه، فلا ابقاء فى سوقها و لا مداراه كما يكون مع العشار، و الواحده شايله، و هو جمع على غير قياس.
فمن اشتغل بغير مصالح نفسه ارتبك فى الهلاك اى نشب فيه على وجه لم يكد يتخلص منه.
و امده الشياطين الذين يجمعون عليه فى طغيانه و عصيانه، يقال: مدبه و امده اى مهل له، قال تعالى و يمدهم فى طغيانهم يعمهون.
و الفجور: الفسوق.
و لا يخرز اى لا يحفظ.
و حمه الخايا: سم الذنوب، و هو استعاره.
و القصوى تانيث الاقصى، يريد باليقين يدرك الغايته البعيده التى هى الخلود فى الجنه.
قوله و الله الله اى خافوا لله.
و الظعن: الارتحال فى السير، يقال: ظعن اى سار ظعنا.
و قد قرى ء بهما يوم ظعنكم و يوم اقامتكم.
و التبعه ما يتبع شيئا، و اختصت بالذنوب لانها تابعه للفعل القبيح.
و الرصد: القوم يرصدون كالحرس، يستوى فيه الواحد و الجمع و المونث.
و العيون: الجواسيس.
قوله ليل داج اى مظلم، و لايكنكم: اى لا يستركم باب ذو رتاج اى اغلاق.
و زاحت: اى بعدت.
و اضمحلت: اى زالت.
و استحقت: اى صحت و وقعت.