شرح نهج البلاغه

قطب الدین راوندی

نسخه متنی -صفحه : 421/ 172
نمايش فراداده

خطبه 156-سفارش به پرهيزكارى

ابتدا بحمد الله الذى جعل فى اول القرآن الحمد الله رب العالمين.

و الذكر: القرآن، لقوله تعالى انا نحن نزلنا الذكر.

و قال: فى الحمد لله امر ان، احدهما انه تعالى جعله سببا لزياده النعم قال لئن شكرتم لازيدنكم، و الثانى انه تعالى لما وضعه فى مبدا كتابه كان غرضه ان الناظر فيه يستدل بذلك على عظمه الله و جلاله، و على انه تعالى منعم على الخلائق بالالاء و النعماء.

ثم وعظ الخلق فقال: اعتبروا بمن كان قبلكم و بمعامله الدهر معهم، فانه يجرى بكم مثل ما جرى بهم، فكما مضى عمرا حدهم و ماله و نعمته و صحته فلا يبقى لاحدكم ايضا مثلها ان كان عنده، و يفعل بكم آخرا كما فعل بهم اولا.

و ذكر الدهر على عاده العرب، و المراد داهر الدهر الذى هو الله تعالى.

ثم قال امور متسابقه اى ان احوال الدهر متسارعه يتسابق خيرها و شرها و يتبادر سراوها و بوسها لا يبقى شى ء منه سرمدا اى ابدا.

و روى متشابهه اموره.

ثم قال متظاهره اعلامه اى متناصره راياته بالانقضاء، و متعاونه علاماته على الفناء.

ثم قال: فكانكم بالقيامه قد قامت و ساقتكم من القبور الى موضع العرض سوفا عنيفا مثل سوق الزاجر من جمله الرعاه بالشول، و هى النوق التى خف لبنها و ارتفع ضرعها و اتى عليها من نتاجها سبعه اشهر او ثمانيه، فلا ابقاء فى سوقها و لا مداراه كما يكون مع العشار، و الواحده شايله، و هو جمع على غير قياس.

فمن اشتغل بغير مصالح نفسه ارتبك فى الهلاك اى نشب فيه على وجه لم يكد يتخلص منه.

و امده الشياطين الذين يجمعون عليه فى طغيانه و عصيانه، يقال: مدبه و امده اى مهل له، قال تعالى و يمدهم فى طغيانهم يعمهون.

و الفجور: الفسوق.

و لا يخرز اى لا يحفظ.

و حمه الخايا: سم الذنوب، و هو استعاره.

و القصوى تانيث الاقصى، يريد باليقين يدرك الغايته البعيده التى هى الخلود فى الجنه.

قوله و الله الله اى خافوا لله.

و الظعن: الارتحال فى السير، يقال: ظعن اى سار ظعنا.

و قد قرى ء بهما يوم ظعنكم و يوم اقامتكم.

و التبعه ما يتبع شيئا، و اختصت بالذنوب لانها تابعه للفعل القبيح.

و الرصد: القوم يرصدون كالحرس، يستوى فيه الواحد و الجمع و المونث.

و العيون: الجواسيس.

قوله ليل داج اى مظلم، و لايكنكم: اى لا يستركم باب ذو رتاج اى اغلاق.

و زاحت: اى بعدت.

و اضمحلت: اى زالت.

و استحقت: اى صحت و وقعت.