بكال حى من همدان من اليمن، يقال لها: بكيل ايضا، و هذا اكثر، قال الكميت: (يقولون لم يورث و لو لا تراثه فقد شركت فيه بكيل و ارحب و من شدد الكاف فقد اخطا، قال تغلب: البكالى بكسر الباء، قال: و بكاله من اليمن.
و جعده ابو هولاء الجعديين، و كان ابن اخت اخت اميرالمومنين و كان على عليه السلام زوجه ابنه من بناته، و كان ابنه شجاعا فارسا، و فيه يقول الشاعر: لو لا ابن جعده لم يفتح قهندزكم و لا خراسان حتى ينفخ الصور و الليف: شى ء خشن غليظ يكون بين جرائد النخل على راس الجذع، و ترى بين كل جريدتين على خط سواء قطعه منه تسمى ليفه كالحبائل فى اصلهما فى مقدار اس من الجدار تقطع و تدق و تجعل بحيث يمكن غزلها، و يوخذ من ذلك حماله اليسف و النعل و غيرهما.
و ثفنه البعير: ما تقع على الارض من اعضائه اذا استتاخ و غلظ كالركبتين و منه سمى على بن الحسين عليهماالسلام بذى الثفنات، لان طول السجود كان قد اثر فى مساجده السبعه.
و شبه الراوى جبين اميرالمومنين عليه السلام بثفته ركبه بعير، لما كان رآه قائما يخطب بهذه الخطبه، و يقال: صرت الى فلان مصيرا، قال تعالى و الى الله المصير اى المرجع، و هذا شاذ و القياس: مصار مثل معاش، وا نما جمع المصير- و هو مصدر- على مصائر لان الخلائق يرجعون اليه تعالى فى احوال شى ء ينقلبون اليه و ينقطعون اليه عاجلا و آجلا اختيارا و اضطرارا فى جلب منفعه او دفع مضره، فجمع المصدر و ان كان يقع بلفظه على القليل و الكثير لاختلاف وجوهه، كما قال تعالى و تظنون بالله الظنونا.
و عاقبه كل شى ء آخره، و الجمع عواقب.
اقر بعد التحميد بالبعث و النشور، و ان اليه مرجع الامور، و ان لا يملك غيره تعالى يوم القيامه احد جميع التدبير.
ثم حمده على ثلاثه اشياء بعد ان اطلق اطلاقا، فقال: نحمده على اصول نعمه التى هى الحياه و القدره و الشهوه و غيرها مما لا يدخل من اجناس المقدورات تحت القدر، و ذكر ان ذلك من عظيم احسانه.
ثم حمده ثانيا على ما نصبه من الدلائل القاهره على وحدانيه، و على ما ابدع من خلقنا و تراكيبنا و عقولنا و غيرها من عجائب ما اظهره فى العالم، و ذكر ان هذا من نير حجته.
و حمده ثالثا على ارزاقه الداره الهنيئه المريئه عاجلا، و على ما وعد من نوامى فضله و زوائد امتنانه اجلا.
ثم ذكر ان العبد اذا حمد الله فقد ظفر باربعه اشياء: قضى حق الله تعالى، و ادى شكر نعمه الماضيه، و تقرب من استحقاق ثواب الله، و استحق المزيد من نعمائه.
ثم طلب ال معونه من الله كما يطلب العون منه تعالى من يكون على اربع خصال: من الخير يرجو الله فى الافضال معه فى اخراه، و فى الانعام عليه فى دنياه، و يتق بدفع المضار منه فى الدنيا و الاخره، و يعترف له تعالى بانه ذو الكرم العظيم فيما غفر و عفا و على ما منع و اعطاه.
و ينقاد الله تعالى بالقيام باوامره من الاعمال و الاقوال و جوبا لوجهه لا لاقتناء الثواب و لا للخلاص من العقاب.
و الرجاء و الامل يقرب معناهما الا ان فى الرجاء تاخيرا لا يكون فى التاميل، و لذلك خص الرجاء بالثواب الذى يكون فى الاخره و الامل بالنعم الدنياويه.
ثم انه ثال: ان ايمانه بالله يشتمل على ست خصال، و قد فصلها.
و الايمان فى اللغه هو التصديق، و فى عرف الشرع هو التصديق بالقلب لاركان الدين.
و اليقين: العلم بالشى ء على سبيل القطع عليه و الوثوق به، و ايقنت ايقانا اى خصلت علما عند استنباط.
و اناب: رجع.
و خنع: اى ذل خاضعا.
و المذعن: الذليل الخاضع.
و تمجيد الله هو ان ينسب الى المجد، و هو الكرم، و المجيد: الكريم.
و التمجيد فى الانسان ان ينسب الرجل الى المجد، و هو الشرف الاباء.
و رجل شريف ماجد: له آباء متقدمون فى الشرف.
و الممجد فى عرف الشرع مخصوص بالقائل لا حول و لا قوه الا بالله و التمجيد قول ذلك.
و لاذبه: اى عاذبه ولجا اليه.
و قوله لم يولد اى لم يتولد من شى ء، و لم يلد اى لم يخرج منه شى ء، و مفعوله محذوف، اى لم يلد ولدا.
و قوله لم يولد لان كل مولود محدث و جسم، و هو تعالى قديم لا اول لوجوده و ليس بجسم.
و لم يلد لانه لا يجانس حتى لا يكون له من جنسه صاحبه فيتوالدا.
و قد دل على هذا قوله سبحانه اين يكون له ولد الايه.
و انما قدم اميرالموممنين عليه السلام ههنا لم يولد لانه تعالى لو كان ممن يولد لدل ذلك على حدوثه، و ذلك من صفات الاجسام، و قوله لم يلد يدل على نفى حاجته، فان الانسان يشتهى الولد لحاجته اليه، فاستدل اولا على صفه الاثبات له تعالى و هو القدم ثم استدل ثانيا على صفه النفى له تعالى و هو كونه غنيا، و ذاك نفى الحاجه عنه، فحسن التقديم و التاخير لذلك.
و اما القرآن فان سبب نزول سوره الاخلاص هو ان اليهود الذين يقولون ان عزيرا ابن الله سالوا النبى صلى الله عليه و آله عن نسب الرب، فرد الله تعالى عليهم اولا بقوله لم يلد عزيرا كما يقوله اليهود و لا المسيح كما تقوله انصارى و لا الملائكه بنات الله كما تقوله الصابئون.
و سئل اميرالمومنين عليه السلام عن تفسير سوره الاخلاص فقال: هو الله احد بلا تاويل عدد، الصمد بلا تبعيض، لم يلد فيكون موروثا هالكا، و لم يولد من خلقه كفوا احد، اى عديلا و نظيرا يماثله.
و المبرم: المحكم.
و الموطد: المجعول ثابتا، و توطد اى ثبت، و قد وطدت على باب الغار الصخر: اذا سددته به و نضدته عليه، و وطدت الشى ء و وطدته: اثبته و اثقلته.
و العمد جمع عماد البيت، نحو اهاب فى اهب، و منه فى عمد ممدده.
و قوله رفع السماوات بغير عمد ترونها اى خلقها مرفوعه بلا عمد لا تحتاجون مع الرويه الى الخبر، و قيل: لا ترون عمدها و هى قدره الله.
و السند: ما قابلك من الجبل و علا عن السفح، و فلان سند اى معتمد، و سندت الى الشى ء استندت اليه بمعنى.
و تلكا عن الامر: تباطا عنه، و متلكئات متاخرات.
و قوله دعاهن اى دعى الله السماوات فاجبن طاثعات.
و هذا مجاز.
و سئل ابن عباس عن قوله تعالى ثم استوى الى السماء و هى دخان فقال لها و للارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين قال: ثم قصد الله اى خلق السماء.
و كانت السماء دخانا اى بخار الارض، فاتت السماء بما فيها من الشمس و القمر و النجوم و اتت الارض بما فيها من الانهار و الاشجار و الثمار.
و ليس هناك امر بالقول على الحقيقه و لا جواب لذلك القول، بل اخبره الله تعال ى عن اختراعه السماوات و الارض و انشائه لهما من غير تعذر و لا كلفه و لا مشقه، بمنزله ما يقال للمامور افعل فيفعل من غير تلبث و لا توقف، فعبر عن ذلك بالامر و الطاعه و الدعاء و الاجابه، و هو قوله تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون.
و انما قال اتينا طائعين لان المعنى اتينا بمن فينا من العقلاء فغلب حكمهم.
فان قيل: هب ان القول فى الدعاء هاهنا و الاجابه ما قلتم، فما تقولون فى قوله و لو لا اقرارهن بالوبوبيه الى قوله لما جعلهن مسكنا لملائكته.
قلفنا: المجاز هيهنا بحاله و الاستعاره على ما تقدم، و ذلك لان من تفكر فى المساء التى هى فائمه بلا عمد و لا علاقه مع عظمها كان الاقرار بوبوبيه صانعها و حافظها اقرب ممن ينظر فى الارض، فلما كانت السماوات اعظم فى باب الدلاله و فى كونها آيه على اثبات الصانع الحكيم من الارض و جعل السماوات مساكن الملائكه الكرام الذين لا يعصون الله ما امرهم و يفعلون ما يومرون.
و جعلها ايضا موضع العرش، اى خلق العرش فوق سبع سماوات ايضا.
و امر الله الكرام الكاتبين باصعاد الاعمال الصالحات من بنى آدم الى السماوات ايضا، لان المواضع العاليه الرفيعه تليق بالامور العليه الشريفه، فراقت الازدواج لفظا و معنى.
ثم قال: انه تعالى جعل كواكبها علامات يهتدى بها الضال المتحير فى الفجاج المختلفه، و هى طرق الجبال.
و الاقطار جمع قطر، و هو الناحيه و الجانب.
و الادلهمام: الظلمه، و ليله مدلهمه اى مظلمه.
و الاحسن اين يكون ادلهمام مرفوعا ليكون فاعل لم يمنع.
و ضوء نورهما مفعول، ليكون المعنى مزدوجا لما بعده.
و لا استطاعت جلابيب سواد الحنادس اى تزد نور القمر.
و يجوز ان يرتفع ضوء نورها بالفاعليه و المفعول ادلهمام سجف الليل، فيكون معناه على عكس ما بعده، و جاز ذلك ايضا.
و السجف: الستر.
و روى سجف.
و الحنادس: الظلمات.
و شاع: اى تفرق و ظهر.
و التلالو: اللمعان.
و لا استطاعت: اى ما اطاقت.
و الجلابيب: الثياب.
و الغسق: الظلمه.
و الليل الساجى: الساكن.
و الداجى: المظلم.
و تطاطا: اى تطامن، و تطاطات لك اى خفضت لك نفسى.
و المتطاطئات: المتطامنات.
و السفعه فى الوجه: سواد فى خد المراه الشاحبه، و السفع جمع السفعاء و هو السوداء، و جمع اسفع ايضا.
و يعنى بالسفع المتجاورات الجبال.
و البقاع: ما ارتفع من الارض.
و اللجلجه: صوت الرعد، و تجلجل قواعد البيت اى تضعضعت.
و الافق: الناحيه.
و تلاشى مركب من لا شى ء، يقول: سبحان من لا يخفى عليه ما يجرى فى شده سواد الليل لا ما يكون فى سهل الارض و لا فى الجبل، و لا يخفى عليه ما يحركه الرعد و ما يتفرق من شعاع البرق.
و من شجون الحديث انه قيل لبعض العلماء: اين يذهب نور السراج اذا انطفى؟ قال: يذهب شعاعه شعاعا اى متفرقا.
و العواصف: الرياح الشديده.
و الانواء جمع النوء، و هو سقوط نجم من المنازل فى المغرب مع الفجر و طلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعه فى كل ليله الى ثلاثه عشر يوما و هكذا كل نجم منها الى انقضاء السنه، ما عدا الجبهه فان لها اربعه عشر يوما.
قال ابوعبيد: و لم يسمع فى النوء انه السقوط الا فى هذا الموضع، و كانت العرب تضيف الامطار و الرياح و الحر و البرد الى الساقط منها فى سلطانه.
و قال الاصمعى: ينسب ذلك الى الطالع منها، فيقول: مطرنا بنوء كذا.
و الانهطال: الانصباب.
و العلاج: المعالجه، و هى المزاوله، و الله يخلق بلا مقاساه و لا تعب.
و الحواس الخمس: العين، و الخيشوم، و اللهاه، و الصماخ، و اللمس.
و الله تعالى لا يدرك بشى ء مها.
و فائده قوله و كلم الله موسى تكليما انه تعالى كلم موسى بلا واسطه، ابانه له بذلك من سائر الاشياء، لان جميعهم كلمهم الله بواسطه الوحى.
و انما قال تكليما ليعلم ان كلام الله من جنس هذا المعقول الذى تشق من التكليم، بخلاف ما قاله المبطلون.
و الحجره: الوقعه من الارض المحجوره بحائط يحوط عليها، و هى قلعه، بمعنى مفعول كالغرفه.
و القدس: الطهر.
و المراد بحجرات القدس منازل الملائكه، و فى القرآن و ما منا الا و له مقام معلوم و انا لنحن الصافون و انا لنحن المسبحون.
و الارجحنان: الميل، و جيش مرجحن و رحى مرجحن اى ثقيله، و ارجحن الشى ء: اهتز.
و متولهه: اى متحيره.
و الزلفه: القربه.
و استوفى طعمته: كنايه عن انه مات.
و الرياش: اللباس و الزينه.
و اسبغ: اتم.
و العمالقه: قوم من ولد عمليق بن لاوذبن ارم بن سام بن نوح، و هم امم تفرقوا فى البلاد.
و فرعون لقب الوليد بن مصعب ملك مصر، و كل عات فرعون، و العتاه الفراعنه.
قد تفرعن، و هو ذو فرعنه اى دهاء و نكر.
و الرس: اسم بئر لبقيه من ثمود قم صالح.
و قيل: الرس قريه بفلج اليمامه اهلها هولاء.
و قال الصادق عليه السلام: اصحاب الرس كان نساوهم ساحقات.
و قيل: اصحاب الرس هم اصحاب النبى حنظله بن صفوان، كانوا مبتلين بالعنقاء، و هى اعظم ما يكون من الطير لطول عنقها، و كانت تسكن جبلهم الذى يقال له: فيح، و هى تنقض على صبيانهم فتخطفهم ان اعوزها الصيد، فدعا عليها حنظله فاهلكوا.
و العسكر: الجيش، و اخرج منه الفعل فقيل: عسكر الرجل فهو معسكر و الموضع معسكر.
و المدينه فعيله من مدن الرجل بالمكان اذا اقام به، و مدن المدائن، كما يقال: مصر الامصار.
و قيل: هى مفعله من قولك دين اى ملك.
فعلى هذا لا يهمز جمعها.
و الجنه: ما استترت به من سلاح، و ليس جنه الحكمه، اى لم يفعل و لم يقل شيئا الا اذا دعى اليه داعى الحكمه.
فهى ضالته: اى الحكمه بمنزله ضالته التى لا يطلبها الا هو.
و عسيب الذنب: منبته فى الجلد و العظم.
و الجران: الصدر، و هذا اشاره الى غيبه المهدى عليه السلام، يقول: انه اقبل فى زمان الخوف على الحكمه لا يظهر، لان العلم و الحكمه كلاهما يمنعه من الظهور خوف الهلاك، فهر غريب اذا عاد الاسلام غريبا، و هو بقيه من حجج الله فى ارضه.
و البعير اذا ناخ و الصق الارض بصدره و ضرب بعسيف ذنبه فلا يكون له تصرف و لا ذهاب و لا مجى ء.
و البث: التفريق و النشر.
و لم تستوسقوا: لم تجتمعوا، يقال: و سقت الشى ء اى اجمعته، قال تعالى و الليل و ما وسق، و استوسق اى اجتمع.
و ازمع الترحال: ثبت عليه عزمه.
الكسائى، يقال: ازمعت على الامر، و لا يقال ازمعت عليه.
قال الاعشى: ازمعت من آل ليلى ابتكارا (و شطت على ذى هوى ان تزارا) و قال الخليل: ازمعت على امر فانا مزمع عليه، و قال الفراء: ازمعته و ازمعت عليه بمعنى.
و يسيغون الغصص: اى يتجرعونها.
و الرنق: الكدوره.
و ابن التيهان هو ابوالهيثم، و ذكر المبرد انه التيهان.
و ذو الشهادتين خزيمه بن ثابت.
تعاهدوا على المنيه: اوثقوا العهد على جهاد العدو و ممارسته و ان ادى الى هلاكهم.
ابرد برووسهم الى الفجره: اى بعث برووسهم الى الفسقه على يد البريد لتصل سريعا اليهم فيفرحوا بذلك.
و اوه كلمه توجع، و تتكلم بها العرب عند الشكايه، و ربما قلبوا الواو الفا فقالوا: آه من كذا.
و ربما شددوا الواو فقالوا: اوه.
و التشديد لتطويل الصوت بالشكايه.
و تلوا القرآن: اى قراوه.
الجهاد الجهاد: اى اقصدوه.