تجمع هذه الخطبه من اصول العلم ما لا تجمعه خطبه.
عنى بالمعروف بنفسه جنس الجواهر، لانها تعرف بان تشاهد او تلمس.
و اراد بالقائم فيما سواه نوع الاعراض، لانها تعرف باحكامها و معلولاتها نحو الحياه و القدره و غيرهما الا المرئيات منها نحو الالوان.
و لا ترفده: اى لا تعينه.
و المشاعر: الحواس.
و البهيمه: الانغلاق، يقال: امرا مبهم لا يدرى من اين يوتى.
و الوضوح مصدر وضح الامر، اى بان.
و الحرور مصدر حر النهار و فيه لغتان حررت يايوم و حررت.
و الحرور بفتح الحاء بفتح الحاء بازاء السموم.
و الصرد: البرد، فارسى معرب.
و صرد الرجل صردا: وجد البرد.
و المتعاديات: المتضادات.
يقال: تعادوا من العداوه، و تعادى ما بينهم: اى فسد و تباعد.
و اقله: حمله.
و اهوى: اسقط.
و عدلت الشى ء: سويته ضد املته.
و لا يوصف بعرض من الاعراض: اى بما يعرض من الحركه و السكون و الانتقال من جهه الى جهه.
و منذ كلمه الابتداء فى الزمان، كما ان فى المكان، يقال: ولد فلان مذ سنه.
و قد لتحقيق ما قبل لو اخبر به فى الماضى.
و حمتها: منعتها.
و لو لا لامتناع الشى ء لوجود غيره بها تجلى صانعها للعقول، و بها امتنع عن نظر العيون قيل: الضميران كلاهما للقدمه و الازل يه، و قيل: كلاهما للادوات و الالات و المتضادات التى مضى ذكرها.
و قيل: الضمير الاول للادوات و نحوها و الاخير للقدمه و يتكلم من بعد على التفصيل فى ذلك.
و تفاوتت: اختلفت.
و كنهه: غايته.
و الازل: القدم.
و قيل: اصل هذه الكلمه قولهم للقديم تعالى لم يزل، و قالوا، ازلى.
و لم يستقم الا على الاختصار و ابدال الياء الفا لانها اخف.
و الوراء و الامام ضدان بمعنى القدام و الخلف.
و خرج بسلطان الامتناع: عطف على قوله تجلى.
و قد سالنى العلماء مرارا عن قوله عليه السلام منعتها منذ القدمه، و حمتها قد الازليه، و جنبتها لو لا التكمله، بها تجلى صانعا للعقول، و بها امتنع عن نظر العيون.
فقلت: هذه الكلمات انما اوردها عليه السلام تاكيدا لما ذكره فى اول الخطبه من الثناء على الله و تحقيقا لما وصفه به من تنزيهه من شبه المخلوقين.
الا ترى انه عليه السلام قال: ما وحده من كيفه، و التوحيد الاقرار بالوحده، و لا حمده من اشار اليه: اى و لا صمد اليه و لا قصده من اشار اليه بانه على العرش او هو جسم، فانه تعالى بين التوحيد بقوله (قل هو الله احد) اى اظهر ان المعبود لا نظير له، و بين العدل بقوله (الصمد)، و بين ما يستحيل عليه بقوله (لم يلد و لم يولد)، و بين ما لا يجوز عليه بقوله (و لم يكن له كفوا احد).