الملاحم جمع الملحمه، و هى الوقعه العظيمه فى الفتنه.
اشار اولا الى احدعشر من اولاده الائمه المعصومين من بعده، و قال: ان الملائكه فى السماء يعرفونهم و اكثر اهل الارض يجهلونهم.
ثم خوف الناس من ثلاثه اشياء، و جعل علامه وقوعها اربع خلال.
ثم امرهم بترك ما لا يعنيهم، و نهاهم عن عصيانه، و الوقوع فى فتنه تهلك المومنين.
و العده مصدر عددت الشى ء عدا وعده.
و العده: جماعه قلت او كثرت.
وعده المراه بالشهور او الاقراء او وضع حمل، من ذاك، لانها تحصى الايام.
و انما يكون اسماء هولاء فى الارض مجهوله لان اهلها اعتقدوا فيهم ما عند نفوسهم فيما لم يكونوا عليه من قصورهم فى العلم و العمل و التعدى فى المعاصى و كانوا جاهلين بهم الا من عصمه الله، بخلاف اهل السماء، فان نفوسهم اطمانت الى معرفه احوالهم.
و الصغار: الذل، اى يستعمل عليكم اعداوكم ذو و الصغار و الضعفاء كقوله عليه السلام و ينطق الرويبضه.
و روى و استعمال صغاركم اى يستعمل عليكم فاسق كل قبيله و من هو اصغر قدرا و سنا، و انتم تقطعون ما بينكم ايضا من الوصلات.
و يتشتت اموركم لكثره نفاق الاعداء و قله وفاق الاولياء.
و يظلم ضعفاء كم اقوياوكم و جميع اعدائكم.
ثم اوما الى ذلك ال زمان الذى يقع فيه هذه الامور الثلاثه، فقال: ذاك الذى ذكرت انما يكون اذا صار اكتساب درهم حلال اصعب من احتمال ضربه السيف و تكون اليد السفلى خيرا من يد العليا على عكس الحال، فان المعطى يعلم ان ماله من اى وجه و كيف هو، و احسن حاله ان يكون الحلال مشوبا بالحرام، و ربما يعطى رياء و سمعه او على هوى نفسه او لخطرات من وساوسه.
فاما الذى يعطى فانما ياخذ ما ظاهره طلق حلال، لضروره حاله يمسك رمقه به.
و قيل: انما قال ضربه السيف على المومن اهون من الدرهم الحلال، اى من كسب الدرهم الحلال و وجدانه، فحذف المضاف و اقيم المضاف اليه مقامه، لان المومن يرى العار فى ذل السوال، و فى ذلك الزمان يصعب تحصيل شى ء بالكسب حلالا حتى يكون المعطى اعظم اجرا من المعطى على خلاف المعهود، لمكان كون المعطى مستحقا مضطرا و المعطى اما ان يكون مرائيا كاذبا او ممتنا على صاحبه المعطى و لعل المال لا يكون حلالا.
و كان هذه اشاره الى وقت تهوش الدنيا قبل خروج المهدى عليه السلام.
و قوله التى تحمل ظهورها الاثقال و المراد بالظهور: الابل، اى ظهور ابلها.
و النعمه: التنعم، و النعيم المال و الضيعه.
و روى من غير احراج بالراء.
و الاحراج: مصدر احرجه، اى اثمه.
و الاحراج:
الاثم.
و اصله الضيق.
و الروايه بالواو احواج اظهر.
و القتب بالتحريك: رحل صغير على قدر السنام.
و الغارب: ما بين السنام و العنقن.
و العناء: التعب.
و لا تصدعوا: اى لا تتفرقوا.
و الغب: العاقبه.
و لا تقتحموا: اى لا تدخلوا فى قحمه الفتنه، اى فى وسطها و معظمها.
و الفور: الحراره، من قولهم فارت القدر اذا غلت.
و اميطوا: اى ابعدوا انفسكم عن سننها اى طريقها.
و روى ميطوا اى ابعدوا.
و اللهب: ما يتلهب من النار و ينقد.
و ولجها: دخلها و وعوا: اى احفظوا ما تسمعون منى فانه ينفعكم.
و قوله و ما ابعد هذا الرجاء قيل هو اشاره الى قيام المهدى من آل محمد عليه و عليهم السلام، و تلك العده اصحابه الذين يكونون معه اول خروجه عدد اصحاب رسول الله (ص) يوم بدر ثلاثمائه و ثلاثه عشر رجلا على ما روى فى الاثار.
و قوله خلوا قصد السبيل لها اى اتركوا سواء السبيل الذى تقصده الفتنه و تاتيه و اهربوا منها، فان المومن لا يكون فى تلك الفتنه مع السلامه، فانما يسلم بعد الفرج الموعود.
و هذا نظير قولهم دع الشر يعبر.