انظر الى هذا العتاب الشديد لاجل دعوه لم يكن فيها الا الخبز و الملح و الخل على ما روى.
و ابنا حنيف نعم الرجلان، سهل كان عامله على المدينه و عثمان على البصره.
و حنيف تصغير احنف كزهير و دريد تصغير ازهر و ادرد، مع الترخيم الذى هو حذف الهمزه من اولها هنا.
و روى فقد بلغنى ان رجلا من قطان البصره اى سكانها.
دعاك الى مادبه: اى طعام: يقال: آداب القوم يادبهم اى دعاهم لى طعامه.
ابوزيد: آدب القوم الى طعامه يودبهم.
و اسم الطعام: المادبه.
و روى: و كرت عليكم الجفان فكرعت و اكلت اكل ذئب نهم و ضبع قرم و ما حسبتك تاكل طعام قوم.
فالعائل: الفقير، يقال: عال يعيل عيله اذا افتقر، قال تعالى و ان خفتم عيله اى فقرا و فاقه.
و قوله عائلهم مجفو و غنيمهم مدعو صفه قوم، و جفوت الرجل اجفوه جفاء فهو مجفو، و لا تقل: جفيت.
و اما قول الراجز: فلست بالجافى و لا المجفى فانما بناه على جفى، فلما انقلبت الواو ياء فيما لم يسم فاعله بنى المفعول عليه.
ثم ذكر جمله معناها: دع ما يريبك الى ما لا يريبك.
و روى و اعلم ان امامكم قد اكتفى من دنياره بطمريه، و يسد فوره جوعه بقرصيه، و لا يطعم الفلذه فى حوليه، الا فى سنه اضحيه، و لن تقدروا على ذلك فاعينونى بورع و اجتهاد.
و الطمر: الثواب البالى الخلق، و الجمع الاطمار، و العرب لهم رداء و ازار، و لذلك ثنى فقال: اكتفى بطمريه.
و الفلذه: قطعه من الكبد او اللحم.
و التبر الذهب.
و روى و لا ادخرت من اقطارها شبرا.
و شحت عليها: اى بخلت عليها نفوس قوم من تيم و عدى و اميه و سخت عنه نفوس آخرين، هى نفوس اميرالمومنين و الحسن و الحسين و فاطمه و عترتهم عليهم السلام.
و الحكم: الحاكم.
و (المظان) جمع المظنه، و هى الموضع الذى يظن و يعلم كونه فيه، و يقال: موضع كذا مظنه من فلان اى معلم منه.
و الجدث: القبر.
و روى (لضغلها الحجر و المدر) و هذا اصح، يقال: ضغطه يضغطه زحمه الا حائط و نحوه، و منها ضعطه القبر، و اصلحه من الشده و المشقه، يقال: (اللهم ارفع عنا هذه الضغطه) اى هذا الضيغ.
و المتراكم: المتراكب، و الميم بدل من الباء.
و رضت المهر اروضه: اى سسته و قومته.
و روى و لو شئت لاهتديت الى هذا العسل المصفى و لباب هذا البر المربى فضربت هذا بذاك حتى تنضجه و قوده.
و الشجع: اشد الحرص.
و روى: و لعل بالمدينه يتيما يتضور من سغبه ئابيت مبطانا و حولى بطون غرثى اذا يحضرنى فى القيامه دهم من ذكر و انثى.
و قوله بطون غرثى على الاضافه فى هذه الرويه احسن، و على الروايه التى فى الكتاب على الصفه و التنوين.
و القد: جلد و كانت العرب تحرقه فى الجدب و ياكلونه.
و جشوبه العيش: غلظه و خشونته.
و قوله و ما خلقت ليشغلنى اكل الطيبات كالبهيمه المربوطه او المرسله اللام فى ليشغلنى لام الغرض، و الكاف فى كالبهيمه محله النصب، لانه صفه مصدر محذوف، اى لم اخلق خلقه مثل خلقه البهيمه، سواء كانت مربوطه او مرسله، فالاولى همتها ما يطرح اليها من العلف.
و اشتغال الناقه تقممها، اى جمعها النبات فى المرعى.
بمقمتها اى بشفتها يقال: قمت الشاه من الارض و اقمت: اكلت من القمه، ثم يستعار فيقال: (اقتم الرجل ما عى الخوان) اذا اكله كله.
و روى تقمصهامن القماص، و هو رفع اليدين نشاطا، و بالميمن احسن.
و تكترش: اى تجمع فى الكرش، و هو لكل مجتر بمنزله المعده للناس.
ويلهو: يغفل.
و سدى: مهملا.
و العابث: اللاعب.
و اعتسف: اخذ على غير الطريق.
و المتاهه: التحير.
و العذى بالتسكين: الزرع لا يسقيه الا ماء المطر.
و الوقود بالضم: الايقاد، مصدر وقدت النار، و اذا خرج نخلتان و ثلاث من اصل واحد و كل واحده منها صنو.
و فى الحديث عم الرجل صنو ابيه.
و روى: و ما انا من احمد الا كالضوء مع الضوء.
و تظاهرت: تعاونت.
و عبر عن عهده لاهلاك معاويه بان يطهر الارض منه و من افعاله الخبيثه، و كنى عنه بالشخص المعكوس، يقال: عك سه الشيطان، كما قال تعالى لاحتنكن ذريته.
و العكس: ان يشد حبلا فى خطم البعير الى رسغ يديه ليذل، و اسم ذلك الحبل: العكاس، يقال: دون ذلك الامر عكاس و مكاس.
و الركس: رد الشى ء مقلوبا، و قد اركسه و ركسه بمعنى، قال تعالى اركسهم بما كسبوا اى ردهم الى عقاب كفرهم.
و قوله الجسم المركوس اى جعل الشيطان معاويه مرتدا و دعاه الى الارتداد فاجاب.
و قوله حتى تخرج المدره من بين حب الحصيد يقول: ابذل مجهودى حتى انقى الحبوب من المدر و حتى اخرج المبدعين من بين المومنين.
و المدره واحده المدر، و هى صغار قطع الطين اليابس.
و قال الازهرى فى قوله تعالى و حب الحصيد اى حب الزرع المحصود.
و قال ابن عرفه: اى ما يحصد من انواع النبات، و حب البر و الشعير و نحوهما اذا تكامل ان يحصد.
و الحب: هو الحصيد، فهو مثل حق اليقين اى حب الزرع الذى يقتات به و من شانه ان يحصد.
و هذا مثل ضربه الله.
و قوله اليك عنى يا دنيا اى ابعدى عنى و ضمنى زينتك اليك من قربى.
فحبلك على غاربك: اى اذهبى حيث شئت، كانوا فى الجاهليه يطلقون زوجاتهم بذلك و نحوه، و اصله ان الناقه اذا رعت و عليها الخطام القى على غاربها لانها اذا رات الخطام لم يهنها شى ء.
و قوله قد انسللت من مخالبك يخاطب الدنيا و يقول: قد خرجت من حكمك فانى لا احب زينتك، فذكر المخالب مجاز، و المخلب للطائر و السباع بمنزله الظفر للانسان.
و انسل من بينهم: اى خرج، و فى المثل رمتنى بدائها و انسلت.
و افلت من حبائلك: اى تركت زخارفك التى من احبها فقد قيد قلبه.
و افلت يتعدى و لا يتعدى، و هنا لازم بمعنى اتفلت.
و قيل حقيقته افلت نفسى من حبائلك فحذف المفعول.
و الحبائل جمع حباله، و هى شبكه الظباء و هى شبكه الظباء ينصب لها فتصاد بها.
و المداحض جمع المدخص، و هو المكان الزاق، يقال: دحضت رجله اى زلقت و زالت عن مكانها.
و القرون جمع القرن، و هو اهل زمان.
و بخط الرضى: غررتيهم فى الموضعين و فتنتيهم و القيتيهم و اسلمتيهم، و هذا لغه قوم يشبعون الكسره فيتولد الياء.
و بمداعيك جمع المدعاه، و روى بمداعبك من الدعابه و هى المزاح و اللعب.
و الزخارف جمع الزخرف، و هو فى الاصل الذ هب، ثم يشبه به كل مموه مزور.
و المزخرف: المزين.
ها للتنبيه هم ضمير الامم و القرون.
و الرهائن جمع رهينه، اى تركوا مقيمين فى قبورهم.
و المضامين فى الاصل: ما فى اصلاب الفحول، و نهى عن بيع المضامين و الملاقيح، و ذكره هيهنا مجاز، اذ اللحد يشتمل على الميت و هو فى ضمن اللحد.
ثم حلف ان لو كانت الدنيا قالبا حسيا- و روى كذا ايضا- لا قام عليها حد الله فى حق عباد غرتهم و القتهم فى المهاوى و المهالك و اسلمتهم الى المتالف.
و التلف: الهلاك، و هذا استعاره حسنه.
و المكان الدحض: الذى لا يثبت عليه القدم.
و اللجج جمع لجه البحر، و هى معظمه.
و ازور: اعرض و انحرف.
و مناخه: موضعه.
وحان: دخل حينه.
و انسلاخه: ذهابه.
و اعزبى عنى: اى تباعدى عنى.
و لا اسلس اى لا اسهل.
و يمينا نصب على المصدر.
و استثنى قسمه بان شاء الله تاديبا و اعلاما للناس بذلك.
و لاروضن من رضت المهر.
و تهش الى القرص: اى ترتاح اليه، و الهشاشه: الخفه للقيام الى شى ء.
و قوله لادعن مقلتى كعين ماء نضب معينا اى لابكين حتى استفرغ دموعى و اريقنها جميعا، و يقال: استفرغت مجهودى فى كذا اى بذلته، و استفرغت الماء و افرغته: صببته.
و نضب الماء: غار فى الارض و سفل و بعد فيها.
و المعين : الماء الذى تناله الدلاء و.
تراه العيون.
و السائمه: الانعام التى ترعى بلا راع، و الرعى: النبات الذى يرعى، و برك البعير: ناخ.
و الربيضه: الغنيم و البقر و ربوضها كبروك الابل.
و العشب: النبات.
و يهجع: يرقد و ينام.
و الغمض و الكرى: القليل من النوم.
و همهمت: اى صوتت، و الهمهمه: ترديد الصوت فى الصدور.
و تقشعت ذنوبهم بسبب كثره الاستغفار: اى ذهبت ذهاب السحاب، فان الله قد وعد ان من تاب من ذنوبه فانه تعالى يغفرها تفضلا.