نامه 044-به زياد بن ابيه
و زياد بن ابيه ادعى فيه جماعه و كل واحد يقول انه ولده، فنسب الى ابيه اذ لم يظهر امره، و من كان مثله يكون ولده عبيدالله بن زياد.و فى عهد عمر ادعى زياد ابوسفيان و كان ملعونا خبيئا فاجرا، و فى عهد معاويه كان يكتب اليه انه اخوه، و كان عثمان قد ولاه على موضع و اظهر البيعه لعلى عليه السلام، فتركه على امره، فاستغواه معاويه و زجره على عليه السلام عن اللحاق به، و ذكر ان معاويه مثل ابليس ياتى الانسان من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله، اى يهون عليهم امر الاخره، و من خلفهم بامرهم بجمع المال و البخل به، و عن ايمانهم افسد عليهم امر دينهم بتزيين الضلاله و تحسين الشبه، و عن شمائلهم بتحبيب اللذات اليهم و تغليب الشهوات على قلوبهم.و قيل: المعنى من قبل دنياهم و آخرتهم و من جهه حسناتهم و سيئاتهم، اى يزين الهم الدنيا و يخوفهم بالفقر، و يقول لهم لا جنه و لا نار، و يثبطهم عن الحسنات و يحثهم على السيئات.و انما لم يقل من فوقهم لان فوقهم جهه نزول الرحمه من السماء فلا سبيل له الى ذلك، و لم يقل من تحت ارجلهم لان الاتيان منه يوحش.و انما دخل من فى القدام و الخلف و عن فى اليمين و الشمال، لان فى الخلف و القدام معنى طلب النهايه، و فى اليمين و الشمال الانحراف عن الجهه.و قيل فى قوله تعالى ثم لاتينهم من بين ايديهم و من خلفهم و عن ايمانهم و عن شمائلهم من بين ايديهم و عن ايمانهم من حيث يبصرون و من خلفهم و عن شمائلهم من حيث لا يبصرون.و قال يزيد بن المفرغ لمعاويه لما الحق نسب زياد بابيه ابى سفيان: الا ابلغ معاويه بن حرب مغلغله من الرجل اليمانى اتغضب ان يقال ابوك عف و ترضى ان يقال ابوك زان فاقسم ان رحمك من زياد كرحم الفيل من ولد الاتان و يقال كان ذلك الامر فلته اى فجاه اذا لم يكن عن تدبر و لا تردد.و نزغ الشيطان نزغا: اى افسد و اغوى، و نزغاته: طغيانه.و التذبذب: التحرك.