و قوله (لاتقع الاوهام له على صفه) قد ذكرنا تحقيق نفى الصفات عن الله فى الخطبه الاولى، و الوهم: هو ان يظن ظنا مظنونه على خلاف ما ظننته.و قد يكون بمعنى التقدير، و فى صحاح اللغه: الصفه كالعلم و السواد.و اما النحويون فليس يريدون بالصفه هذا، لان الصفد عندهم هى النعت و النعت نحو خارج او المفعول نحو مدرك اوما يرجع اليهما من طريق المعنى نحو مثل و شبه و مايجرى مجرى ذلك.و بخط الرضى (و لاتعقد القلوب منه على كيفيه) فيكون المفعول محذوفا اى لاتعقد القلوب انفسها (ورايها) من الله تعالى على كيفيه بانه جسم او عرض مصور متصور او نحو ذلك.و الاعتقاد يكون جهلا و يكون تقليدا و تبخيتا، كما يكون علما ايضا.و عقد القلب على شى ء لايكون الاغن علم.و روى (و لاتعقد) على ما لم يسم فاعله.و (الاى) جمع آيه من القرآن، و وصفها بالسواطع لعلوها و ضيائها و وضوح معانيها و محاسن الفاظها، يقال سطع الصبح سطوعا: اذا ارتفع.و (النذر) الانذرات، و منه ماكرر فى سوره القمر من قوله (فكيف كان عذابى و نذر) اى كيف رايتم انتقامى منهم و انذارى اياهم مره بعد اخرى، فالنذر جمع نذير و هو الانذار، و المصدر يجمع لاختلاف اجناسه.و وصف النذر بالبوالغ اى ازدجروا بانذروات الله لكم بالعذاب قبل نزوله و بانذارات الله فى تعذيبهم لمن بعدهم، و يكون النذير بمعنى المنذر.و قوله (و انتفعوا بالذكر و المواعظ) افرد اولا وثنى ثانيا، كقوله (ختم الله على قلوبهم و على سمعهم و على ابصارهم) فالذكر نقيض النسيان، و هو مصدر، و لذلك لم يجمع كالسمع.و قوله (كان قد علقتكم مخالب المنيه) اى كان الامر و الشان علقتكم الموت.و قوله (و لايباس ساكنها) اى لايشد حاجته، يقال يبس الرجل اذا اصاب بوسا و شده، و بئس يباس: اى اشتدت حاجته.