خطبه 158-خوشرفتارى خود با مردم
قوله و ربق الذل حباله.و اطراقا اى نكسا للراس، يقال: اطرق الرجل اذا سكت و لم يتكلم مرخيا عينيه ينظر الى الارض.خطبه 159-در بيان عظمت پروردگار
القضاء: الحكم، و اصل قضاى لانه من قضيت الا ان الياء لما جائت بعد الالف همزت، و الجمع اقضيه.يقول: امر الله حكم و حكمه، اى جميع ما يامر الله به شرعا فهو على اطلاقه يكون ايجابا و الزاما، و ذلك الايجاب مصلحه للمامورين يدعو الله اليه داعى الحكمه.و قيل امره قضاء: اى انهاء الى العبد و ابلاغ اليه و ان كان واجبا او ندبا فانه على سبيل الاختيار لا على الالجاء، كما قال تعالى و قضينا اليه ذلك الامر اى انهيناه اليه و ابلغناه اليه.و قيل امره قضاء: اى اراده، كقوله تعالى و قضى ربك الا تعبدوا الا اياه اى اراد و امر.و قيل تقدير، يقال قضاه الله اى قدره، و منه قوله تعالى فقضيهن سبع سماوات و اذا فعل العبد ما امره الله به- و ذلك صلاحه- رضى تعالى منه، و اذا رضى يومنه و يرحمه فى الدارين.ثم قال و الله يقضى بعلم اى يحكم بما يحكم به عالما ان ذلك مصلحه للمامور به.و انما حمد الله على ما اخذ و ابتلى كما حمده على ما اعطى و عافى، لان الله اذا راى مصلحه الدين لعيد فى ان ياخذ ماله او يمرض بدنه فان لم يفعل ذلك به كان مفسده فى دينه، فاذا فعل فهو نعمه اذ المصالح الدينيه من اعظم النعم.و انما قال حمدا يبلغ ما اردت لان مراد الله من المكلف ان يعبده ليستحق العبد الثواب بعبادته الذى كلفه لذلك.و الحمد عباده يوصل العبد الى مراد الله الذى هو الثواب.و حمدا لا يحجب عنك: اى احمدك حمدا خالصا لوجهك لا رياء فيه.و انما يكون الحمد او نحوه من الاعمال من الله تعالى محجوبا اذا لم يكن فاعله مومنا.و روى و لا يقصر دونك اى لا يحبس، يقال قصرت الشى ء اقصره قصرا: حبسته.و التقصير فى الامر: التوانى فيه.و قوله فلسنا نعلم كنه عظمتك الا انا نعلم انك حى قيوم لا تاخذك سنه و لا نوم اظهر العجز اولا عن ان يصح منا علم غايه عظمته الله و معرفه نهايه جلاله تعالى، لانه قادر للذات و عالم للذات لا يتناهى مقدرواته و معلوماته.ثم استثنى فقال: لكنا نعرف الله جل جلاله من طريق افعاله، و نعلم صفات عظمته اثباتا و نفيا.ثم بين ان عظمته اثباتا لا غايه لها فقال: لم ينته اليك نظره.الى قوله: و ما الذى نرى من خلقك، اى اى شى ء الذى نراه من مخلوقاتك، فالذى تغيب عن ابصارنا فلا نراه اعظم مما نشاهده.فما الاولى استفهاميه و الثانيه موصوله.و تفضيل هذه الجمله ما روى: ان الارضين السبع و السماوات السبع و ما فيهن بالاضافه الى العرش كحلقه ملقاه فى مفازه عظيمه.و الحسر: التعب.و المبهور:المغلوب.و الواله: المتحسر.و الجائر: العادل.و قوله يدعى بزعمه انه يرجو الله يجوز ان يريد به انسانا بعينه، و الاولى ان يكون ذلك على الاطلاق، اى الانسان يزعم انه راج لله خائف من الله و لا يظهر علامه شى ء من ذلك، اذ لا يطلب رضاه تعالى بل ينقطع الى الدنيا و ان رجا غيره تعالى او خافه يبالغ فى ذلك.و قوله يرجو الله فى الكبير يعنى به الثواب و يرجو العباد فى الصغير يعنى به عرض الدنيا و ما لا بدمنه فى العاجل من الرزق.و من قبل هذا انكار منه عليه السلام على ان رجاء الله عند من يكون كذلك ليس بخالص، و تفنن فى الكلام ذكره اولا على الغيب ثم خاطب ثم رجع الى النسق الاول، و هذا نوع من الفصاحه.