خطبه 028-اندرز و هشدار
و الخطبه الاخرى وعظ بليغ لا اشكال فى معناها.و اما قوله (الاوان اليوم المضمار) فالا حسن ان يجعل اليوم اسما صريحا، و يكون اسم (ان)، و ترفع المضمار على انه خبران.و على هذا اعراب (و غدا السباق)، و كذا نصب سباق احسن.و المضمار سمى بذلك لانه تضمر فيه الخيل، فتضمير الفرس ان تعلفه حتى يسمن ثم ترده الى القوت، و ذلك فى اربعين يوما، و هذه المده تسمى المضمار.و الموضع الذى يضمر فيه الخيل ايضا مضمار.و الضمر: الهزال و خفه اللحم، و لم يضرره فك الادغام لانه افصح، و هو لغه الحجاز.و قوله (الا فاعملوا فى الرغبه كما تعملون فى الرهبه)، اى اعملوا فى حال الدعه مثل ما تعملونه فى الخوف و الخشيه.و معنى قوله (و انى لم ار كالجنه نام طالبها و لا كالنار نام هاربها) ان من حق من يهرب من النار و يطلب الجنه ان لاينام، و حقه ان يقال: تقديره (الهارب منها) الا انه حذف، كقوله تعالى (و اختار موسى قومه سبعين رجلا).و الضمير فى هاربها لايرجع الى النار، اذا لاتعلق بينه و بينها، فيجب ان يقدر محذوف يكون موصوفا لكاف التشبيه، فانها بمعنى المثل، كانه قال: ما رايت نقمه مثل النار نام الهارب منها و لا نعمه مثل الجنه نام طالبها.و قوله (يجربه الضلال) من قوله جار عن الطريق: اى عدل عنها.والظعن: السفر.و روى (ما تحوزون به انفسكم).