ثم حكى ماجرى على الامه من بنى اميه، فانهم اخذوا اموال المسلمين لانفسهم حتى ظن الناس (ان الدنيا معقوله) اى محبوسه عليهم تعطيهم درها (و لبنها)، و ليس الامر كذلك بل هى فى قلد اللبث مثل ما يمج الانسان من الشراب من فيه، يرمى به.و يتطعمونها اى يذوقونها برهه اى قطعه من الزمان ثم يلفظونها جمله: اى يطرحونها و يرمونها بمره جميعها.
خطبه 087-در بيان هلاكت مردم
(الشرح): ذكر فى الخطبه الاولى كيفيه معامله الله مع الاعداء و الاولياء، قال: انه تعالى بفضله لايهلك الجبارين الا بعد اعذار و انذار، و لم يهلك امثالهم من قبل الا بعد امهال.و (القصم) بالقاف: ان ينكسر الشى ء فيبين.و (الفصم) بالفاء: ان يتصدع الشى ء فلا يبين.وقط: اى ابدا.و لم يصلح احوال جماعه مستضعفين من المومنين و لم يجبر عظما كسيرا منهم الا بعد ان يحتملوا المشقه و الشده و البلاء، يقال جبر الله فلانا فاجتبر و جبر اى سد مفاقرد و يتعدى و لايتعدى، و الاصل فى جبر اصلاح عظم من كسر.ثم خاطب اصحابه فقال: يمكن ان يعبر باقل ما رايتم من ذهاب العمر و المال و الشباب و نحوها، و مجيى ء الشيب و المرض و الفقر و البلاء.و روى (و استدبرتم من خطب) و الخطب الامر العظيم سواء كان خيرا او شرا.ثم حث على استعمال العقل و التفكر و التامل، فان السمع و البصر و الفواد انما ينتفع من استعملها.و اشار بذلك الى ان من خالفه من هولاء الفرق لايستعملون العقول و لايتبعون اثر نبى.و اقتص اثره: اى اتبعه.و (يعملون فى الشبهات) و المتدين يقف عند كل شبهه و لايتابعها، و اختلاف حججهم هو التناقض الظاهر فى اقيستهم فى الشرعيات و استبدادهم بارائهم، قد اخذ كل امرى ء منها بما يرى- بضم الياء- اى بما يظن.و روى: بما يرى بفتح الياء من الراى.و روى (بعرى وثيقات).