حکمت 414
و قوله فعلوا الخير و لا تحقروا منه شيئا قيل: هذا الخير يراد به الاحسان الى الضعفاء و الانعام عليهم بدلاله ما بعده من التعليل و النهى.و معنى القرينه الثانيه اى لا يقل احدكم ايها الشيعه ان غيره اولى و احق بان يفعل الخير منه، فيكون كذلك، لانه اذا تفادى عن فعل الخير و تحاماه و لم يتفاد غيره عن فعل الخير، كان هذا الذى هو غيره اولى بفعل الخير منه.و قد قال الصادق عليه السلام: ليس من شيعتنا من فى جيرانه من هو اعبد منه، و لان يكو نالمراد بالخير العموم اولى.و قوله ان للخير و الشر اهلا يعنى ان من عباد الله من يحب فعل الخير و منهم من يحب فعل الشر، فلما كان الغالب على واحد منهما بسوء اختياره هذا و بحسن اختيار الاخر ذلك سمى كلاهما (اهلا) لذلك.ثم قال: فمهما تركتموه، و هذا الضمير هنا اقيم مقام المظهر، فتقديره: فمنى تركتم واحدا منهما.و روى: فما تركتموه منهما كفاكموه اهله، اى فالذى تركتموه من الخير و الشر يفعله من جعل نفسه اهلا لذلك.يعنى: لا تكن كسلان عن فعل الخير و الاحسان اذا وجدت مستحقا، فانك ان لم تحسن اليه يغنيه الله بفضله، او يقيض ممن يحب فعل الخيرات خيرات من يكفيه مونته، و تندم انت بعد ذلك، و ان رايتمن يستاهل الاسائه اليه فتغافل عنه فان غيرك يكفيك ذلك و يسى ء اليه و انت برئى من كل كراهه فقد ذاق هو جزاء افعاله القبيحه او عاقبه الله عاجلا و آجلا.