خطبه 110-در نكوهش دنيا
و (الدنيا حفت بالشهوات) كما يحف الهودج بالثياب، يقال حفه بالشى ء يحفه.و اما (حف الناس حوله) فالمعنى اطافوا به و استداروا، قال تعالى (وترى الملائكه حافين من حول العرش).وراقت: اى اعجبت، و تحلت من الحليه اى تزينت.و الحيره: السرور.(بائده) اى هالكه.غواله: مهلكه و مفعول (ان لا تعدوا).و (ان تكون) كما قال الله ما مصدريه، اى لاتجاوز الدنيا كونها كما وصفها الله فى قوله (كماء انزلناه من السماء فاختلط به) اى فالتف بسبب الماء النبات، و تكاثف حتى خالط بعضه بعضا، يعنى نبت بذلك الماء نبات التف بعضه ببعض تروق حسنا فصار هشيما كسيرا متفتتا تنقله الريح من موضع الى موضع، فانقلاب الدنيا كانقلاب هذا النبات (و كان الله على كل شى ء مقتدرا).اى قادرا لايجوز عليه المنع.و المراد بقوله (كان الله) اى ما شاهدتم من قدرته ليس بحادث و انه كذلك كان لم يزل.و العبره: الدمع، و انما جعلها بازاء الحيره التى هى السرور لان البكاء اكثره بسبب الحزن.و (اعقبته) اى اورثته.ثم قال (و لم يلق بطنا من سراء الدنيا) و فرحها (الامنحته) و اعطته (ظهرا من ضرائها).و انما خصص الظهر بالشده و البطن بالدعه، لان ظهر الترس الى الاعداء و بطنه الى الاولياء، و المشى فى بطن الارض سهل و على ظهرها صعب.ولم تطله: اى لم تمطر الدنيا انسانا طلا و مطرا ضعيفا (الاهتنت) اى صبت و سالت عليه (مزنه بلاء) اى سحاب بلاء ابيض لايبقى مده مديده.و لو قال غمام بلاء لكان فوق ذلك فى الشده، و لم يبالغ فى هذا و بالغ فى الاول فقال (ديمه الرخاء) و هى مطر دائم من الراحه.(و ان جانب) رفع باسناد فعل مقدر يفسر ما بعده، لان (ان) تقتضى الفعل.