خطبه 229-در بيان پيشامدها
الملاحم جمع الملحمه، و هى الوقعه العظيمه فى الفتنه.اشار اولا الى احدعشر من اولاده الائمه المعصومين من بعده، و قال: ان الملائكه فى السماء يعرفونهم و اكثر اهل الارض يجهلونهم.ثم خوف الناس من ثلاثه اشياء، و جعل علامه وقوعها اربع خلال.ثم امرهم بترك ما لا يعنيهم، و نهاهم عن عصيانه، و الوقوع فى فتنه تهلك المومنين.و العده مصدر عددت الشى ء عدا وعده.و العده: جماعه قلت او كثرت.وعده المراه بالشهور او الاقراء او وضع حمل، من ذاك، لانها تحصى الايام.و انما يكون اسماء هولاء فى الارض مجهوله لان اهلها اعتقدوا فيهم ما عند نفوسهم فيما لم يكونوا عليه من قصورهم فى العلم و العمل و التعدى فى المعاصى و كانوا جاهلين بهم الا من عصمه الله، بخلاف اهل السماء، فان نفوسهم اطمانت الى معرفه احوالهم.و الصغار: الذل، اى يستعمل عليكم اعداوكم ذو و الصغار و الضعفاء كقوله عليه السلام و ينطق الرويبضه.و روى و استعمال صغاركم اى يستعمل عليكم فاسق كل قبيله و من هو اصغر قدرا و سنا، و انتم تقطعون ما بينكم ايضا من الوصلات.و يتشتت اموركم لكثره نفاق الاعداء و قله وفاق الاولياء.و يظلم ضعفاء كم اقوياوكم و جميع اعدائكم.ثم اوما الى ذلك الزمان الذى يقع فيه هذه الامور الثلاثه، فقال: ذاك الذى ذكرت انما يكون اذا صار اكتساب درهم حلال اصعب من احتمال ضربه السيف و تكون اليد السفلى خيرا من يد العليا على عكس الحال، فان المعطى يعلم ان ماله من اى وجه و كيف هو، و احسن حاله ان يكون الحلال مشوبا بالحرام، و ربما يعطى رياء و سمعه او على هوى نفسه او لخطرات من وساوسه.فاما الذى يعطى فانما ياخذ ما ظاهره طلق حلال، لضروره حاله يمسك رمقه به.و قيل: انما قال ضربه السيف على المومن اهون من الدرهم الحلال، اى من كسب الدرهم الحلال و وجدانه، فحذف المضاف و اقيم المضاف اليه مقامه، لان المومن يرى العار فى ذل السوال، و فى ذلك الزمان يصعب تحصيل شى ء بالكسب حلالا حتى يكون المعطى اعظم اجرا من المعطى على خلاف المعهود، لمكان كون المعطى مستحقا مضطرا و المعطى اما ان يكون مرائيا كاذبا او ممتنا على صاحبه المعطى و لعل المال لا يكون حلالا.و كان هذه اشاره الى وقت تهوش الدنيا قبل خروج المهدى عليه السلام.و قوله التى تحمل ظهورها الاثقال و المراد بالظهور: الابل، اى ظهور ابلها.و النعمه: التنعم، و النعيم المال و الضيعه.و روى من غير احراج بالراء.و الاحراج: مصدر احرجه، اى اثمه.و الاحراج:الاثم.و اصله الضيق.و الروايه بالواو احواج اظهر.و القتب بالتحريك: رحل صغير على قدر السنام.و الغارب: ما بين السنام و العنقن.و العناء: التعب.و لا تصدعوا: اى لا تتفرقوا.و الغب: العاقبه.و لا تقتحموا: اى لا تدخلوا فى قحمه الفتنه، اى فى وسطها و معظمها.و الفور: الحراره، من قولهم فارت القدر اذا غلت.و اميطوا: اى ابعدوا انفسكم عن سننها اى طريقها.و روى ميطوا اى ابعدوا.و اللهب: ما يتلهب من النار و ينقد.و ولجها: دخلها و وعوا: اى احفظوا ما تسمعون منى فانه ينفعكم.و قوله و ما ابعد هذا الرجاء قيل هو اشاره الى قيام المهدى من آل محمد عليه و عليهم السلام، و تلك العده اصحابه الذين يكونون معه اول خروجه عدد اصحاب رسول الله (ص) يوم بدر ثلاثمائه و ثلاثه عشر رجلا على ما روى فى الاثار.و قوله خلوا قصد السبيل لها اى اتركوا سواء السبيل الذى تقصده الفتنه و تاتيه و اهربوا منها، فان المومن لا يكون فى تلك الفتنه مع السلامه، فانما يسلم بعد الفرج الموعود.و هذا نظير قولهم دع الشر يعبر.