نامه 017-در پاسخ نامه معاويه
و روى الاحشاشه انفس و هى بقيه الروح فى المريض فى اصل الوضع.و روى: ان معاويه كان يطلب من اميرالمومنين عليه السلام لما عاد الامر اليه ان يدفع اليه الشام حتى يبايعه، و ابى عليه السلام ان يفعل ذلك، و قال عبدالله بن العباس: اعطه ذلك ثم اعزله بعد ان بايع فانه يخون فى امر فتعزله بسبب ذلك، و ان كان الراى الدنياوى كان هذا عند اهل الدنيا الا ان عليا عليه السلام كان اعلم بالمصالح الدينيه و الدنياويه، و قال: كنت ادفعه امس من ذلك الامر فلا اعطيه اليوم و ان فعلت فلا اعطيه اليوم و ان فعلت ذلك سائت ظنون الناس.و كان معاويه كتب الى على عليه السلام هذه الاشياء الاربعه: اولها طلبه الشام ثمنا للبيعه، و ثانيها زعم ان قريشا تفانوا و انا مشفق على جميعهم فكن انت مشفقا عليهم بان تترك الحرب جانبا.فقال عليه السلام فى جوابه: ان من قتل و كانت لك شفقه عليه فهو كان كافرا و لا اشفق على الكفار فمردهم الى النار، و اما من يقتل من المومنين فى الجهاد فهو يصير شهيدا و له الدرجات بذلك فى الجنه فلا موضع للشفقه.و ثالثها: قال معاويه ان اهل الشام معه و ان كان اهل الكوفه مع على فهما عند المحاربه سواء.فاجاب عليه السلام انى متيقن فى الدين و ثبات قدمى فيه على يقين، و انا اعلم اذا حاربتك كان ذلك رضاء الله و انت شاك فى ذلك، و حرص الشاميين على دنياهم لا يزيد على حرص الكوفيين الذين هم اهل العراق على دينهم لحفظه و صلاحهم، و هم يقرون ما خاطبهم الله به فانهم يالمون كما تالمون و ترجون من الله ما لا يرجون.و رابعها: افتخر معاويه بان هاشما و عبدشمس من شجره واحده، فبين عليه السلام الفرق بينهما، فالرطب و الشوك كلاهما يكون من شجره واحده مع تباينهما، وعد آبائه الطاهرين وعد كل خبيث من آباء معاويه، فدفع عليه السلام فى صدر افتخاره بما يكون عنده غايه الفخر، و وصاه بوصيه حسنه.و الطليق: من يوسر ثم يمن عليه فيطلق، وكان معاويه و ابوه من الطلقاء.و اللصيق و الملصق الدعى، و هو من ينسب الى قوم و لم يكن منهم.و الصريح: الرجل الخالص النسب.و يقال ادغل فى الاصل اذا ادخل فيه ما يخالفه و يفسده.و سلف الرجل: آباوه المتقدمون.و الخلف: من يجيى ء من بعد، يقال هو خلف ابيه اذا قام مقامه.و هوى فى النار: سقط فيها.و نعشنا: اى رفعنا.و افواجا: اى فوجا بعد فوج و الفوج: الجماعه الكثيره.و الرغبه مصدر غبت فى الشى ء اذا اردته، و الرغيبه: العطيه الكثيره التى يرغب فى مثلها.و قوله ام
ا رغبه اى لما يرغب فيه، و رهبه اى للخوف، و كلاهما مفعول له.على حين فاز اهل السبق بسبقهم، و حين بالنصب مضاف الى الجمله الفعليه و قيل: هو مبنى على الفتح فى مثل هذا الموضع، لاضافته الى الفعل الماضى.و الفوز: النجاه، و الظفر بالخير.و روى فات اهل السبق سبقهم يقال: فات زيد الناس كلهم اى سبقهم فى الفضل و فضلهم، و على الخلافه فاته الامر.و النصيب: الحظ من الشى ء.