حکمت 265
و روى: و لم يحل بين العبد فى قله ضعفه و قله حيلته، و بين ان يبلغ باعاده بين اطول الكلام اى و لم يحل الله بين العبد و بلوغه ما قدر له فى الذكر الحكيم اى فى اللوح المحفوظ الذى يذكر بالكتاب عليه كل ما يكون حكمه و صوابا و هو ذو ذكر محكم متقن فحذف المضاف و اقيم المضاف اليه مقامه.و المعنى تيقنوا ان القوى المتحال لا يراد عمره و رزقه على ما سماه الله تعالى فى اللوح المحفوظ، لقوته و احتياله، و لا ينقص الضعيف و العاجز مما سماه الله فيه منهما لضعفه و عجزه، و من عرف ذلك و عمل به، فقد استراح قلبه و بدنه و انتفع بما يخصه، و من ترك معرفه ذلك او شك فيه، فهو مشغول القلب و البدن مستضر.و لا تنافى بينه و بين ما روى عنهم عليهم السلام: من ان العبد يزاد فى عمره و رزقه اذا الح فى الدعاء و زاد فى الطاعات و اجتنبت عن المعاصى، لانه يتغير الطافه و مصالحه بذلك.الا ترى انه تعالى امرنا بان نقول: اللهم امدد لنا فى اعمارنا و اوسع علينا فى ارزاقنا.و اذا ارتكب العبد الفواحش و غير طريقه الحسنه ينقص الله رزقه و عمره وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم و الله تعالى علام الغيوب.فكتب فى اللوح اشياء مشروطه و اشياء مطلقه، فما كان على الاطلاق، فهو حتم لا يغير و لا يبدل، و ما كان مشروطا نحو ان يكون مثبتا فى اللوح: ان فلانا ان وصل رحمه مثلا، يعيش ثلاثين سنه، و ان قطع رحمه، فثلات سنين، و انما يكون ذلك بحسب حصول الشرط.و قد قال الله تعالى يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده ام الكتاب.ثم حذر الاغنياء بان قال: كم غنى يوخذ على الغره لغناه، و طيب قلوب الفقراء بان الابتلاء ربما يكون من اعظم النعماء لهم.و قوله مصنع له من قولك صنع الله معروفا.و روى: فزد ايها المستمتع اى ايها المستنفع و المستمع المصغى.