خطبه 202-در قدرت خداوند
قد ذكرنا فى الخطبه الاولى كيفيه بدء خلق السماوات و الارض.فوله ففتقها سبع سماوات بعد ارتتاقها و هذا من قوله تعالى (اولم ير الذين كفروا ان السماوات و الارض كانتارتقا ففتقناهما) اى اولم يعلموا انه تعالى هو الذى يفعل هذه الاشياء و لا يقدر عليها غيره تعالى، اى كانتا ملتزقتين ففصلنا بينهما بالهواء.و قيل: كانت السماوات مرتتقه مطبقه ففتقناها سبع سماوات و كانت الارضون كذلك ففتقناها سبع ارضين.و قيل: كانت السماء رتقا لا تمطر، و كانت الارض رتقا لا تنبت ففتقنا السماء بالمطر و الارض بالنبات.فان قيل: متى راوهما رتقا حتى جاء تقريرهم (بذلك).قلنا: فيه و جهان: احدهما- ان تلاصق الارض و السماء و تباينهما كلاهما جائز فى العقل، و لابد للتباين دون التلاصق من مخصص.و الثانى- انه وارد فى القرآن الذى هو معجزه فى نفسه يقوم مقام المرئى للمشاهد.قوله و استمسكت اى تماسكت و وقفت.و قوله يحملها الاخضر اى يحمل الماء الارض، و الاخضر الماء و العرب تصفه به.و المثعنجر: السائل، يقال: ثعجرت الدم فاثعنجر اى صببته فانصب.و القمقام: البحر ههنا، سمى بذلك لاجتماعه، يقال: قمقم الله عصبه اى جمعه.و اذعن انقاد.و الهيبه: المهابه، و هى الاجلال و المخافه.و جبل: اى خلق.و الجلاميد جمع جلمود، و هو الصخر.و النشز: المرتفع من الارض.و الاطواد جمع طود، و هو الجبل.و ارسى: اى اثبت، و المراسى جمع المرسى، و هو موضع الثبات.و روى: قرارتها.ورست اصولها اى ثبتت، و رسبت اى سفلت فيه.و القراره: القاع المستدير، و القرار المستقر من الارض.و انهد: اى اقام، و انهض.و ساخ يسوخ فى الارض: غاب فيها، و اساخ: غيب.و ساخ يسيخ: رسخ.و الاقطار: الجوانب.و الانصاب جمع النصب و هو الشى ء المنصوب.و اشهق: جعل شاهقا عاليا.و القلال جمع قله الجبل اى اعلاه.و الانشاز: جمع نشز الارض، و هو ما علا منها.و ارز الشى ء: اذا ثبت على مثال فعل، و يارز اروزا وارزا ايضا اذا اجتمع و انقبض وارزها كان اصله ارزبها فحذف الباء و اوصل الفعل.و روى: ارزها و ارز فيها.و البحر اللجى: العميق الكثير الماء منسوب الى اللج، و هو معظم البحر و راكد ثابت.و تكر كره: اى تكره مره بعداخرى، و هو للتكثير.و العواصف: الرياح الشديده.و يمخضه: اى يحركه.و الغمام الذوارف: اى السحاب السائل مطرها، يقال: ذرفت عينه اى سال منها الدمع، و ذرف الدمع: سال، اى فى ذلك لعبره، اى دليلا لمن خشى عقاب الله.