خطبه 213-تلاوت رجال لا تلهيهم.
التجاره: صناعه التاجر، و هو الذى يبيع و يشترى.و انما نكر تجاره فانه اما اراد انه لا يشغلهم نوع من هذه الصناعه ثم خص البيع لانه فى الالهاء ادخل من قبل، ان التاجر اذا اتجهت له بيعه رابحه الهته ما لا تلهيه شرى شى ء يتوقع فيه الربح فى الوقت الثانى، لان هذا يقين و ذاك مظنون.و اما ان يسمى الشرى تجاره اطلاقا لاسم الجنس على النوع- كما تقول رزق فلان تجاره رابحه اذا اتجه له بيع صالح او شرى حسن- و عند قوم تجر فلان فى كذا اذا جلبه.و قوله رجال لا تلهيهم تجاره و لا بيع عن ذكر الله متصل بما قبله، لانه تعالى قال (الله نور السماوات و الارض) اى منورهما و مزينهما مثل نوره اى مثل محمد رسول الله، عن كعب: عنى بالنور محمدا صلى الله عليه و آله و اضافه الى نفسه تشريفا له، و المشكاه صدره، و الزجاجه قلبه، و المصباح فيه النبوه لا يهوديه و لا نصرانيه.و الشجره المباركه ابراهيم و قيل: المشكاه ابراهيم، و الزجاجه اسماعيل، و المصباح محمد (ص).الى ان قال فى بيوت اذن الله اى هذه المشكاه فى بيوت (اذن الله، اى فى بيوت) هذه صفتها، و ان بيت على و فاطمه و الحسن و الحسين من افاضلها، يتلى فيها كتابه و يصلى لله فيها بكره و عشيا.ثمبين المسبح فقال رجال لا تلهيهم تجاره اى لا تشغلهم و لا تصرفهم تجاره و لا بيع عن ذكر الله.و عن الباقر و الصادق عليهماالسلام: انهم قوم اذا حضرت الصلاه تركوا التجاره و انطلقوا الى الصلاه، و هم اعظم اجرا ممن لم يتجر.و الذكر على ضربين: بالسان و بالقلب، فذكر الله ان يذكر و يتكلم باسمائه الحسنى و يا لتكبير و التسبيح و التهليل، و قد يكون بالقلب و هو ان يكون ذاكرا و حافظا او امره و نواهيه و عظمته، و يكون الذكر علما ضروريا يحصل بعد النسيان.و جلوت الشى ء جلاء بالكسر: اى صقلت.و الوقره: ثقل الاذن.و العشوه فعله من العشى مصدر الاعشى و العشواء.و المعانده: المعارضه، و العناد مثله، و عند عنودا: خالف ورد الحق و هو يعرفه.و ما برح: اى مادام.و البرهه: قطعه من الدهر.و ناجاهم: اى الهمهم الله و خطر ببالهم و كلمهم فى ذات عقولهم، اشاره الى قول النبى عليه السلام: فى امتى محدثون.و استصبحوا: اى اسرجوا.يذكرون: اى يعظون.و ايام الله: اى ايام عقوباته تعالى، اى يذكر الايام التى فعل تعالى فيها بقوم نوح و هود و لوط عذاب الاستيصال و نحوهم.و يخوفون مقامه: اى مقام عذابه تعالى، و هو جمع مقامه.و ايراده فى الله مجاز بمنزله الادله فى الف
لوات، اى مثل الرجال الذين يهدون فى المفاوز التى لا طريق فيها.و روى بمنزله الادله فى القلوب و يكون الدليل بمعنى الدلاله، و ان كانت من حيث الوضع الدليل و الدال كلاهما اسم الفاعل للدلاله، و هى ما يكون النظر فيه يودى الى العلم بغيره، و واضعه انما وضعه لهذا الوجه.و القسط: العدل و واسطه الامور.و الروايه الاولى اولى، لان الادلاء فى المفاوزهم الذين يطيبون قلوب من يتبعونه و يخوفونه اذا خالفهم، و كذلك يكون حال هولاء الذين هم عباد الله المعصومون اذا وجدوا سالك طريق حق و قصد حمدوا طريقه اليه، اى استندوا اليه ذلك (و رفعوه اليه و اخبروه بخبر سار و هو نجاتهم، و ان وجدوا منحرفا من جاده الحق اظهروا ذم ذلك الطريق و بينوا عيب ذلك) و رفعوه اليه و اخبروه بان سالكه هالك، و انهم يكونون بمنزله السرج فى الظلمات و الادلاء عند الشبه يجلونها للرعيه.و يهتفون: اى يصيحون و يقولون من حيث لا يبصرون.و الزواجر: المواعظ التى تزجر السامع عن الضلال.و القسط: العدل، يامرون مقسطين، و الجار و المجرور فى موضع الحال.و يجوز ان لا يكون لقوله بالقسط محل من الاعراب، فكانه قال: يامرون بالمعروف.و البرزخ: ما بين الدنيا و الاخره من القبر و احواله و اه
واله.