نامه 045-به عثمان بن حنيف
انظر الى هذا العتاب الشديد لاجل دعوه لم يكن فيها الا الخبز و الملح و الخل على ما روى.و ابنا حنيف نعم الرجلان، سهل كان عامله على المدينه و عثمان على البصره.و حنيف تصغير احنف كزهير و دريد تصغير ازهر و ادرد، مع الترخيم الذى هو حذف الهمزه من اولها هنا.و روى فقد بلغنى ان رجلا من قطان البصره اى سكانها.دعاك الى مادبه: اى طعام: يقال: آداب القوم يادبهم اى دعاهم لى طعامه.ابوزيد: آدب القوم الى طعامه يودبهم.و اسم الطعام: المادبه.و روى: و كرت عليكم الجفان فكرعت و اكلت اكل ذئب نهم و ضبع قرم و ما حسبتك تاكل طعام قوم.فالعائل: الفقير، يقال: عال يعيل عيله اذا افتقر، قال تعالى و ان خفتم عيله اى فقرا و فاقه.و قوله عائلهم مجفو و غنيمهم مدعو صفه قوم، و جفوت الرجل اجفوه جفاء فهو مجفو، و لا تقل: جفيت.و اما قول الراجز: فلست بالجافى و لا المجفى فانما بناه على جفى، فلما انقلبت الواو ياء فيما لم يسم فاعله بنى المفعول عليه.ثم ذكر جمله معناها: دع ما يريبك الى ما لا يريبك.و روى و اعلم ان امامكم قد اكتفى من دنياره بطمريه، و يسد فوره جوعه بقرصيه، و لا يطعم الفلذه فى حوليه، الا فى سنه اضحيه، و لن تقدروا على ذلك فاعينونى بورع و اجتهاد.و الطمر: الثواب البالى الخلق، و الجمع الاطمار، و العرب لهم رداء و ازار، و لذلك ثنى فقال: اكتفى بطمريه.و الفلذه: قطعه من الكبد او اللحم.و التبر الذهب.و روى و لا ادخرت من اقطارها شبرا.و شحت عليها: اى بخلت عليها نفوس قوم من تيم و عدى و اميه و سخت عنه نفوس آخرين، هى نفوس اميرالمومنين و الحسن و الحسين و فاطمه و عترتهم عليهم السلام.و الحكم: الحاكم.و (المظان) جمع المظنه، و هى الموضع الذى يظن و يعلم كونه فيه، و يقال: موضع كذا مظنه من فلان اى معلم منه.و الجدث: القبر.و روى (لضغلها الحجر و المدر) و هذا اصح، يقال: ضغطه يضغطه زحمه الا حائط و نحوه، و منها ضعطه القبر، و اصلحه من الشده و المشقه، يقال: (اللهم ارفع عنا هذه الضغطه) اى هذا الضيغ.و المتراكم: المتراكب، و الميم بدل من الباء.و رضت المهر اروضه: اى سسته و قومته.و روى و لو شئت لاهتديت الى هذا العسل المصفى و لباب هذا البر المربى فضربت هذا بذاك حتى تنضجه و قوده.و الشجع: اشد الحرص.و روى: و لعل بالمدينه يتيما يتضور من سغبه ئابيت مبطانا و حولى بطون غرثى اذا يحضرنى فى القيامه دهم من ذكر و انثى.و قوله بطون غرثى على الاضافه فى هذه الرويه احسن، و على الروايه التى فى الكتاب على الصفه و التنوين.و القد: جلد و كانت العرب تحرقه فى الجدب و ياكلونه.و جشوبه العيش: غلظه و خشونته.و قوله و ما خلقت ليشغلنى اكل الطيبات كالبهيمه المربوطه او المرسله اللام فى ليشغلنى لام الغرض، و الكاف فى كالبهيمه محله النصب، لانه صفه مصدر محذوف، اى لم اخلق خلقه مثل خلقه البهيمه، سواء كانت مربوطه او مرسله، فالاولى همتها ما يطرح اليها من العلف.و اشتغال الناقه تقممها، اى جمعها النبات فى المرعى.بمقمتها اى بشفتها يقال: قمت الشاه من الارض و اقمت: اكلت من القمه، ثم يستعار فيقال: (اقتم الرجل ما عى الخوان) اذا اكله كله.و روى تقمصهامن القماص، و هو رفع اليدين نشاطا، و بالميمن احسن.و تكترش: اى تجمع فى الكرش، و هو لكل مجتر بمنزله المعده للناس.ويلهو: يغفل.و سدى: مهملا.و العابث: اللاعب.و اعتسف: اخذ على غير الطريق.و المتاهه: التحير.و العذى بالتسكين: الزرع لا يسقيه الا ماء المطر.و الوقود بالضم: الايقاد، مصدر وقدت النار، و اذا خرج نخلتان و ثلاث من اصل واحد و كل واحده منها صنو.و فى الحديث عم الرجل صنو ابيه.و روى: و ما انا من احمد الا كالضوء مع الضوء.و تظاهرت: تعاونت.و عبر عن عهده لاهلاك معاويه بان يطهر الارض منه و من افعاله الخبيثه، و كنى عنه بالشخص المعكوس، يقال: عكسه الشيطان، كما قال تعالى لاحتنكن ذريته.و العكس: ان يشد حبلا فى خطم البعير الى رسغ يديه ليذل، و اسم ذلك الحبل: العكاس، يقال: دون ذلك الامر عكاس و مكاس.و الركس: رد الشى ء مقلوبا، و قد اركسه و ركسه بمعنى، قال تعالى اركسهم بما كسبوا اى ردهم الى عقاب كفرهم.و قوله الجسم المركوس اى جعل الشيطان معاويه مرتدا و دعاه الى الارتداد فاجاب.و قوله حتى تخرج المدره من بين حب الحصيد يقول: ابذل مجهودى حتى انقى الحبوب من المدر و حتى اخرج المبدعين من بين المومنين.و المدره واحده المدر، و هى صغار قطع الطين اليابس.و قال الازهرى فى قوله تعالى و حب الحصيد اى حب الزرع المحصود.و قال ابن عرفه: اى ما يحصد من انواع النبات، و حب البر و الشعير و نحوهما اذا تكامل ان يحصد.و الحب: هو الحصيد، فهو مثل حق اليقين اى حب الزرع الذى يقتات به و من شانه ان يحصد.و هذا مثل ضربه الله.و قوله اليك عنى يا دنيا اى ابعدى عنى و ضمنى زينتك اليك من قربى.فحبلك على غاربك: اى اذهبى حيث شئت، كانوا فى الجاهليه يطلقون زوجاتهم بذلك و نحوه، و اصله ان الناقه اذا رعت و عليها الخطام القى على غاربها لانها اذا رات الخطام لم يهنها شى ء.و قوله قد انسللت من مخالبك يخاطب الدنيا و يقول: قد خرجت من حكمك فانى لا احب زينتك، فذكر المخالب مجاز، و المخلب للطائر و السباع بمنزله الظفر للانسان.و انسل من بينهم: اى خرج، و فى المثل رمتنى بدائها و انسلت.و افلت من حبائلك: اى تركت زخارفك التى من احبها فقد قيد قلبه.و افلت يتعدى و لا يتعدى، و هنا لازم بمعنى اتفلت.و قيل حقيقته افلت نفسى من حبائلك فحذف المفعول.و الحبائل جمع حباله، و هى شبكه الظباء و هى شبكه الظباء ينصب لها فتصاد بها.و المداحض جمع المدخص، و هو المكان الزاق، يقال: دحضت رجله اى زلقت و زالت عن مكانها.و القرون جمع القرن، و هو اهل زمان.و بخط الرضى: غررتيهم فى الموضعين و فتنتيهم و القيتيهم و اسلمتيهم، و هذا لغه قوم يشبعون الكسره فيتولد الياء.و بمداعيك جمع المدعاه، و روى بمداعبك من الدعابه و هى المزاح و اللعب.و الزخارف جمع الزخرف، و هو فى الاصل الذ
هب، ثم يشبه به كل مموه مزور.و المزخرف: المزين.ها للتنبيه هم ضمير الامم و القرون.و الرهائن جمع رهينه، اى تركوا مقيمين فى قبورهم.و المضامين فى الاصل: ما فى اصلاب الفحول، و نهى عن بيع المضامين و الملاقيح، و ذكره هيهنا مجاز، اذ اللحد يشتمل على الميت و هو فى ضمن اللحد.ثم حلف ان لو كانت الدنيا قالبا حسيا- و روى كذا ايضا- لا قام عليها حد الله فى حق عباد غرتهم و القتهم فى المهاوى و المهالك و اسلمتهم الى المتالف.و التلف: الهلاك، و هذا استعاره حسنه.و المكان الدحض: الذى لا يثبت عليه القدم.و اللجج جمع لجه البحر، و هى معظمه.و ازور: اعرض و انحرف.و مناخه: موضعه.وحان: دخل حينه.و انسلاخه: ذهابه.و اعزبى عنى: اى تباعدى عنى.و لا اسلس اى لا اسهل.و يمينا نصب على المصدر.و استثنى قسمه بان شاء الله تاديبا و اعلاما للناس بذلك.و لاروضن من رضت المهر.و تهش الى القرص: اى ترتاح اليه، و الهشاشه: الخفه للقيام الى شى ء.و قوله لادعن مقلتى كعين ماء نضب معينا اى لابكين حتى استفرغ دموعى و اريقنها جميعا، و يقال: استفرغت مجهودى فى كذا اى بذلته، و استفرغت الماء و افرغته: صببته.و نضب الماء: غار فى الارض و سفل و بعد فيها.و المعين
: الماء الذى تناله الدلاء و.تراه العيون.و السائمه: الانعام التى ترعى بلا راع، و الرعى: النبات الذى يرعى، و برك البعير: ناخ.و الربيضه: الغنيم و البقر و ربوضها كبروك الابل.و العشب: النبات.و يهجع: يرقد و ينام.و الغمض و الكرى: القليل من النوم.و همهمت: اى صوتت، و الهمهمه: ترديد الصوت فى الصدور.و تقشعت ذنوبهم بسبب كثره الاستغفار: اى ذهبت ذهاب السحاب، فان الله قد وعد ان من تاب من ذنوبه فانه تعالى يغفرها تفضلا.