خطبه 190-در سفارش به ياران خود - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

قطب الدین راوندی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 190-در سفارش به ياران خود

التعهد: التحفظ بالشى ء و تجديد العهد به، يقال تعهدت ضيعتى و تعاهدتها.

و اهل اللغه يقولون: التعهد للضيعه افصح، و قالوا: التعهد انما يكون بين الاثنين.

و لم يروها هنا الا تعاهدوا امر الصلاه بالالف، اى تلكفوا برعايه امرها و عرفان شانها، يقال: عهدته بمكان كذا اى لقيته و عرفته.

و المحافظه: المراقبه.

و التيقظ: قله الغفله، و قال النبى صلى الله عليه واله: من صلى الصلوات الخمس حيث كان و اين كان، كان له بكل يوم حافظ عليها كاجر الف شهيد.

و حافظوا عليها من الحفاظ، يقال هو ذو محافظه اذا كانت له انفه.

و استكثروا منها: اى اكثروا من الصلاه نافله.

و يقرب الى الله بشى ء: اى طلب به القربه عنده، و التقرب: اى تريد القربه من غيرك.

ثم قال: ان الصلاه كانت على المومنين كتابا موقتا، اى واجبه مفروضه.

و قيل معناه فرضا موقتا اى منجما تودونها فى انجمها، و الكتاب الوجوب، قال تعالى كتب ربكم على نفسه الرحمه اى اوجب.

و الموقوت: المحدود باوقات على اى حال كنتم فى خوف او امن سفر او حضر صحه او مرض.

و قوله تعالى ما سلككم فى سقر سوال توبيخ، اى تطلع اهل الجنه على اهل النار فيقولون لهم ما اوقعكم فى النار، قالوا لم من نك المصلين.

اى كنا
لا نصلى الصلوات المكتوبات على ما قررها الشرع.

و فى هذا دلاله على ان الاخلال بالواجب يستحق به الذم و العقاب اذا اختير المفسده على المصلحه، لانهم علقوا استحقاقهم العقاب بالاخلال بالصلاه و نحوها.

فان قيل: كيف طابق قوله ما سلككم و هو سوال للمجرمين قوله قبل ذلك كل نفس بما كسبت رهينه الا اصحاب اليمين فى جنات يتسائلون عن المجرمين و هو سوال عنهم، و انما كان يطابق ذلك لو قيل: يتسائلون المجرمين ما سلككم.

قلنا: ما سلككم ليس ببيان التساول عنهم و انما هو حكايه قول المسولين عنهم، لان المسولين يلقون الى السائلين ما جرى بينهم و بين المجرمين، فيقولون قلنا لهم لما اطلعنا عليهم ما سلككم فى سقر؟ قالوا: لم نك من المصلين، الا ان الكلام جى ء به على الحذف و الاقتصار كما هو نهج التنزيل فى غرائب نظمه.

و سئل الصادق عليه السلام: ما بال الزانى لا تسميه كافرا و تارك الصلاه (قد) تسميه كافرا (و ما الحجه فى ذلك؟) فقال: لان الزانى و من اشبهه انما يفعل ذلك لمكان الشهوه لانها تغلبه، و تارك الصلاه لا يتركها الا استخفافا بها.

و قال النبى صلى الله عليه و آله: عليكم بالصلاه فانها عمود دينكم و خدمه ربكم و ان الصلاه اول ما يحاسب العبد عليها يوم القي
امه، فان قبلت قبل ما سواها و ان ردت رد ما سواها.

و ليس منى من استخف بالصلاه لا يرد على الحوض.

و قال: لا يزال الشيطان ذعرا فزعا من المومن ما حافظ على الصلوات الخسم فاذا ضيعهن تجرا عليه و اوقعه فى العظائم.

و سئل الصادق عليه السلام عن افضل ما يتقرب به العباد الى ربهم؟ فقال: ما اعلم شيئا بعد المعرفه افضل من هذه الصلاه، الا ترى ان العبد الصالح عيسى ابن مريم قال اوصانى بالصلاه.

تحات الشى ء: اى تنائر، و الحت: حتك الورق من الغصن.

و المنى من الثوب: اى و ان الصلاه لتزيل الذنوب من البدن، يعنى يزيل الله من البدن ببركه الصلاه كما يحت الورق من الشجر، و تطلق الصلاه تلك الذنوب و يخليها كما يطلق المقيد من الحبال التى سدت بها يداه.

و الربقه: الحبل، و الجمع ربق.

و الحمه: الحفيره التى فيها الحميم، و هو الماء الحار.

و يروى هذا الخبر على وجه آخر انه صلى الله عليه و آله انما مثل هذه الصلاه الخمس كمثل نهرجار على باب احدكم يغسل فيه كل يوم خمس مرات فما ذا تبقين من درنه.

و الدرن: الوسخ.

و النصب: التعب، قال تعالى طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى اى لتتعب تعبا عظيما.

و تصبر علهيا نفسه: اى يحبسها، و روى و يصبر اى يجعلها صابره.

و القربان اس
م ما يتقرب به الى الله من نسيكه او صدقه.

و الحجاز: بلاد سميت بذلك لانها حجزت بين نجد و الغور، اى منعت.

و الحجز: المنع.

و الوقايه: الحفظ.

و اللهف: الحسره و التحسر.

و المغبون: المنقوص.

و المدحوه: المبسوطه.

و المقترف: المكتسب.

و الخبر: العلم.

و قوله انها عرضت على السماوات المبنيه المرفوعه قال تعالى الذى جعل لكم الارض فراشا و السماء بنائا، فالبناء مصدر سمى به المبنى، و ابنيه العرب اخبيتهم، و منه بنى على اهله لانهم كانوا اذا تزوجوا ضربوا خباء جديدا.

فالسماء المبنيه هو السقف المرفوع.

و عرض الصلاه على السماء و الارض و الجبل و جميع ما يتعبه له و جهان: احدهما- ان هذه الاجرام العظام من السماوات (و الارض) و غيرهما انقادت لامرها انقاد مثلها، و هو ما يتانى من الجمادات، و اطاعت له الطاعه التى تصح منها و يليق بها حيث لم يمتنع على مشيته و ارادته ايجادا او تكوينا و تسويه على هيئات مختلفات و اشكال متنوعه، كما قال قالتا اتينا طائعين.

و اما الانسان فلم يكن حاله فيما يصح منه من الطاعه و يليق به من الانقياد لاوامر الله و نواهيه و هو حيوان عاقل صالح للتكليف مثل حال تلك الجمادات فيما يصح فيها و يليق بها.

و الثانى- ان ما كلفه الانسا
ن بلغ من عظمه و ثقل محمله انه عرض على اعظم ما خلق الله من الاجرام و اقواه و اشده ان يحمله و يستثقل: به فابى حمله و الاستثقال به و اشفق منه و حمله الانسان على ضعفه و رخاوه قوته انه كان عظيم الظلم و الجهل حيث حمله و لم يف به.

و القرآن اصل ذلك، قال تعالى انا عرضنا الامانه على السماوات و الارض و الجبال فقيل: الامانه هى الفرائض و الاحكام التى اوجبها الله تعالى على العباد، و حذف المضاف و اقيم المضاف اليه مقامه، التقدير: انا عرضنا الامانه على اهل السماوات و اهل الارض و اهل الجبال من الملائكه.

و عرضها عليهم و هو تعريفه اياهم ان فى تضييعها الاثم العظيم، فبين تعالى جراه الانسان على المعاصى و اشفاق الملائكه منها.

فابين ان يحملنها اى ابى اهلها من الملائكه ان يحملوا تركها و عقابها و الماثم فيها و اشفقوا من ذلك.

قال الزجاج: كل من خاف الامانه فقد حملها، و من اداها لم يحملها، كمن اثم فقد احتمل الاثم، قال تعالى و ليحملن اثقالهم و اثقالا مع اثقالهم.

و قيل: معنى عرضنا عارضنا و قابلنا، فان عرض الشى ء على الشى ء و معارضته به سواء.

و المعنى: ان هذه الامانه فى عظم شانها لو قيست بالسماوات و الارضين و عورضت بها لكانت تلك الامانه ار
جح و اثقل وزنا.

و ابين ان يحملنها اى ضعفن عن حملها و اشفقن منها، لان الشفقه ضعف القلب و لذلك صارت كنايه عن الخوف.

ثم ان هذه الامانه التى من صفتها انها اعظم من السماوات و نحوها تقلدها الانسان فلم يحفظها بل حملها وضيعها لظلمه على نفسه و جهله بمبلغ الثواب و العقاب.

و له وجه ثالث، و هو انه على وجه التقدير الا انه اجرى عليه لفظ الواقع لان الواقع ابلغ من المقدر، اى لو كانت السماوات و الارض و الجبال عاقله ثم عرضت عليها وظائف الدين اصولا و فروعا بما فيها من الوعد و الوعيد عرض تخيير لاستثقلت ذلك مع كبر اجسامها و شدتها و قوتها و لامتنعت من حملها خوفا من القصور عن اداء حقها، و حملها الانسان مع ضعف جسمه و لم يخف الوعيد لظلمه و جهله.

و قد بينا وجها فى ذلك، و هو ان معنى العرض و الاباء ليس ما يفهم بظاهر الكلام، بل المراد تعظيم شان الامانه فى خطاب الجماد.

و العرب تقول: سالت الربع و الدار و خاطبت فامتنع عن الجواب، و انما هو اخبار عن الحال، عبر عنه بذكر الجواب و السوال.

و القرآن نزل على طرقهم.

و مثله من كلامهم لو قبل للشحم اين تذهب لقال استوى العواج.

/ 421