نامه 065-به معاويه
قوله عليه السلام آن لك ان تنتفع اى اتى لك وقت الانتفاع بنظرك فى امور تستبصر بها.
و اللمح: الابصار بنظر خفيف، و الاسم اللمحه، و يقال: منه لمحه و المحه و يقال اريته لمحا باصرا اى نظرا بتحديق شديد، و مخرجه مخرج لابن و تامر، اى ذو لبن و تمر، فمعنى باصر اى ذو بصر و هو من ابصرت الشى ء اى رايته، مثل موت مايت و هو من امت، اى اريته امرا شديدا ببصره.
و عين الشى ء نفسه و خياره.
فقوله آن لك ان تنتفع باللمح الباصر من عيون الامر قيل: عن الامر نفسه، فعلى هذا تقديره: آن لك ان تنتفع من عيون الامور بلمحك الباصر.
و الاحسن ان يكون العيون جمع العين التى هى حاسه الرويه، و يكون ههنا مجازا، و باللمح الباصر يكون للامور، كما يقال: ليله قائم و نهاره صائم، اى يصوم فى هذا و يقوم فى ذاك، كنايه على العكس، و القلب اذا استخرج معناه على ما قدمناه.
و روى عيان الامور و هو احسن.
و قوله فقد سلكت مدارج اسلافك اى شرعت و دخلت فى طرق آبائك الكفره بعد اظهار الاسلام باربعه اشياء التى هى ادعائدك الاباطيل و اخواته فرارا من قبول الحق و انكارا لما هو ثابت مستقر فى قلبك مما سمعته من رسول الله صلى الله عليه و آله يوم غدير خم بان هذاالامر لى و
ذلك الزم لك من دمك و لحمك.
و المدرجه: المذهب و المسلك، و الجمع مدارج.
و سلف الرجل: آباوه المتقدمون و الجمع السلف.
و الباطل، ضد الحق، و الجمع اباطيل على غير القياس، كانهم جمعوا بطيلا.
و قوله و اقحامك غرور المين اى و بادخالك النفس فى غرور الكذب و الا كذوبه: الكذب، و الجمع اكاذيب.
و انما عطف الاكاذيب على المين اعلاما بان معاويه يقحم فى الكذب الذى هو كفر و فى الاكاذيب التى هى فسوق.
و قوله و من انتحالك ما قد علا عنك اى بادعائك لنفسك الامامه التى هى حقى و قد علا و عظم عنك، و يقال: انتحل فلان شعر غيره او حق غيره: اذا ادعاه لنفسه، و هذا الادعاء مخصوص كما ذكرنا، و اللادعاء الاول عام فى كل ما سوى الامامه، فلا تكرار على هذا فى الكلام.
و قوله و ابتزازك لما اختزن دونك اى و باستلابك لاجل نفسك مال الله الذى جعله الله مخزونا عنك، و يقال ابتززت الشى ء اى استلبته.
و قوله فرارا من الحق مفعول له، اى للغرار و الجحود و هو الانكار.
و يجوز ان يكونا مصدرين فى موضع الحال، و شبه ما سمعه معاويه من رسول الله صلى الله عليه و آله.
و وعاه سمعه: اى حفظه اذنه، من نحو قوله من كنت مولاه فعلى مولاه فى اللزوم فى قلبه باللحم و الدم فى بدنه.
و انم
ا صح هذا التشبيه للزوم جميع ذلك مع ثبوت العقل، و من جمله علوم العقل العشره ان لا ينسى العاقل امرا عظيما رآه مثله، على ان المشبه به ابلغ من المشب فى كل موضع.