خطبه 027-در فضيلت جهاد
(بيانه): ذكر اولا ما هو حث لاصحابه على مجاهده معاويه، ثم ذكر شكايتهم و قال: ان جفوف اهل الشام نحو هم كله من تثاقلهم، و ذكر اخيرا تجرعه من ايديهم.و كله واضح.اما قوله (ديث بالصغار و القماء) يقال: دييه اى ذلله، و طريق مديث: اى مذلل.و القما فتح مع قصر، يقال: قمو يقموقما و قماه فهو قمى، و هو الصغير الذليل.و الصغار بفتح الصاد: الذل و الضيم.و قوله (و ضرب على قلبه بالاسهاب) اى بذهاب العقل، يقال اسهب الرجل- على ما لم يسم فاعله- اذا ذهب عقله من لدغ الحيه.و روى (و ضرب على قلبه بالاسداد) جمع سد، و هو الحاجز، و اصله الجبل.قوله (و سيم الخسف) اى كلف الذل و المشقه، يقال سامه خسفا: اى اولاه ذلا، و رضى فلان بالخسف: اى بالنقيصه.و (منع النصف) اى الانصاف.و عقر الدار: اصلها، و هو محله القوم.قال الاصمعى: عقر كل شى ء اصله، و اهل المدينه يقولون عقر الدار بضم العين.و شنت عليكم الغارات: اى فرقت عليهم الغاره من كل وجه وصبت، من قولهم (شن الماء على الشراب) اى فرقه عليه.(و اخو غامد) و هو واحد هذه القبيله، و غامد حى من اليمن.و قال ابومحمد الاسود الغندجانى و كان ممن جمع كلام على عليه السلام ايضا فى كتاب اصغر من (نهج البلاغه): اخو غامد هذا اسمه سفيان بن عوف و هو صاحب معاويه، اغار على جماعه من عسكر اميرالمومنين عليه السلام بعد صفين.و غامد رجل كان اباقبيله، و هو غامد بن عبدالله بن كعب بن الحارث بن عبدالله بن مالك ابن نصر بن الازد، و اخو غامد كقوله تعالى (والى ثمود اخاهم صالحا).و (المسالح) واحدها المسلحه، و هى كالثغر و المرقب.و فى الحديث (كان ادنى مسالح فارس الى العرب العذيب).و المعاهده: الذميه، المعاهد: الذمى الذى اخذ العهد و الامان و الذمه و اليمين و الموثق و الحافظ.و الحجل: الخلخال.القلب: السوار.و الرغاث: القرطه، واحدتها رغثه.و الاسترجاع قول (انا لله و انا اليه راجعون).و قوله (فيا عجبا) اى يا عجبى او يا عجباه على الندبه، و عجبا بعد نصب على المصدر، اى عجبت.و يجوز ان يكون التقدير (يا رجل عجبت عجبا) فوقف عليه فجعل الالف بدلا من التتنوين.ثم قال (عجبا يميت القلب) فجعله بدلا من الاول و وصفه بالجمله التى بعده.و قبحا: اى بعدا عن الخير.و الترح: ضد الفرح، يقال ترحه اى حزنه، و ترحا مصدرا منه.والغرض: ما يرمى اليه.و حماره القيظ: شده الحر، و ربما خفف.و القيظ من الصيف: ما اشتد حره من اوقاته و ازمانه.و قوله (يسبخ عنا الحر) اى تخف شدته، يقال: سبخ الحر اى فتروجف.و روى (يسبخ) على ما لم يسم فاعله، و ذلك ما حكى عن الاصمعى انه قال يقال: سبخ الله عنك الحما اى حفظها.ودعت عائشه رضى الله عنها على سارق سرقها، فقال لها النبى صلى الله على و اله و سلم: لاتسبخى عنه بدعائك، اى لاتخففى عنه اثمه.و اما (سبخ الحر) فانه لايتعدى على ما تقدم، و يجوز ان يكون متعديا و مفعوله محذوف، اى يسبخ عنا الحر نفسه.و توكده روايه (يسبخ) على ما لم يسم فاعله.و صباره القر: شده البرد، يقال انسلخ صباره الشتاء اى مضت.و القر: البرد.و الحلم: الاناه، (و حلوم الاطفال) مبتدا و خبره محذوف، اى لكم حلومهم، اى لا ثبات لكم.و لكم عقول النساء، و ربات الحجال كنايه عن نساء لايبرزن، فانهن اقل اختبارا.و قوله (اعقبت ندما) اى اورثته، يقال (اكل اكله فاعقبته سقما) اى اورثته.و روى (سدما) اى تحيرا.و فى صحاج اللغه: السدم الندم و الحزن، و رجل سادم نادم، و يقال انه اتباع.و (قاتلكم الله) ليس بدعاء عليهم و انما هو نوع من التعجب.و قوله (جرعتمونى نغب التهمام انفاسا) النغبه: الجرعه.قال ابن السكيت: نغبت من الاناء بالكسر نغبا، اى جرعت منه جرعا.و التهمام: الاغتمام.و انفاسا حال من النغب، اى مره بعد مره.و النفس ايضا: الجرعه، يقال: اكرع فى الاناء نفسا و نفسين، اى جرعه او جرعتين، و لايرد عليه، و الجمع انفاس مثل سبب و اسباب.و انما اكد بعد التجريع بلفظ (النغب) ثم زاد التاكيد بقوله (انفاسا)، و نغب مفعول ثان.و ان جعلت النغب نصبا على المصدر جاز و جمع المصدر، كقوله تعالى (و تظنون بالله الظنونا) لاختلاف ذلك، اى جرعتمونى من الاحزان و الهموم جرعا مجرعا.و قوله (لله ابوهم) دعاء بالخير و لكن فيه تهزو، و قيل: و هو تعجب و ليس بدعاء.و ذرفت: اى زدت قليلا على الستين، اى ستين سنه، و هو من ذرف الدمع اذا نظر قليلا.