خطبه 233-در حمد خدا و لزوم تقوا
فشا يفشو: اى زاغ و اتسع.و قوله الفاشى حمده انما وصف الله تعالى بانه ظاهر حمده عام شكره، لان جميع ما خلقه الله نعمه على المكلفين، و اذا عمت النعم عم شكرها.و قيل: اوما بذلك الى انه تعالى الهم العباد حمده حتى فشا، و هذا ايضا نعمته.و الغالب جنده يغلبون الكفار بالحجه تاره و بالفعل اخرى، و الغلبه تكون لهم فى العاقبه.و لان الغلبه هو الظفر و النصره للمومنين الذين هم جند الله، و ان وقع فى وقت شوب من البلاء و المحنه، فالحكم للغالب.و المتعالى جده وصف الله بانه قد تعالى جلاله و عظمته عن اتخاذ الصاحبه و الولد و عن جميع مالا يليق به، و فى القرآن و انه تعالى جد ربنا اى ملكه و سلطانه و غناه، استعاره من الجد الذى هو البخت و الدوله لان هذا للمملوك.و المعنى وصفه بالتعالى عن صفات النقص لعظمته و ملكوته.و نعمه التوام اى الكبيره، يقال للصبيين اذا وضعا فى بطن توامان و توام مثله، و يقال: لكثير قال الشاعر: قالت لنا و دمعها توام كالدر اذ اسلمه النظام على الذين ارتحلوا السلام و الالا: النعماء، و العظام: الكثيره الاجزاء.الذى عظم حلمه: اى موضع حلمه.فعفا و عدل فى كل ما قضى: اى سهل على المكلفين و ازاد الحكمه والعدل فى كل ما امرهم به.و قضى هيهنا بمعنى امر، قال تعالى و قضى ربك الا تعبدوا الا اياه اى امره.و العفو: هو ان كلف دون الطاقه، و عفا عن التكليف الشاق و عدل، اراد و فعل فعلا بالغير اذا كلفه، و العدل هذا معناه فى اللغه.و قيل: انه وصف الله بانه عظيم حلمه عن المذنبين و قد عفا عنهم فى كثير و ان عاقب بعضا منهم فقد عدل فى كل ما قضى و حكم، فان افعاله تعالى كلها حسنه.و هذا حقيقه العدل.و هو عالم بجميع ما ياتى و يمضى، و عالم بما كان و مضى.و المبتدع: المخترع لا على مثال.و الخلائق جمع الخليقه، و هى الخلق، اى المخلوقون.و قوله مبتدع الخلائق بعلمه اى هو خالق الخلق بعلمه لا باستعانه من غيره.و قيل بعلمه اى عالما بهم، فيكون محل بعمله من الاعراب نصبا على الحال، كقولهم ركب بسلاحه اى متسلحا، و رفع يديه بالتكبير اى مكبرا.و منشئهم: اى خالقهم، يقال: انشاه الله اى خلقه و ابتدا بفعل ذلك.و بحكمه: اى بحكمته، لقوله و ان من الشعر لحكما اى حكمه.و حذوت النعل بالنعل اذا قدرت كل واحده على صاحبتها.و احتذى به: اقتدى، يعنى خلق الخلق بحكمه بلا اقتداء و لا اصابه خطا و لا بحضور جماعه و ملا، و هذا كقوله تعالى ما اشهدتهم خلق السماوات و ال
ارض و لا خلق انفسهم و ما كنت متخذ المضلين عضدا و قال تعالى ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت.و قوله يضربون فى غمره اى يسرعون فى جهل و ضلاله و غفلته.و الحين: الهلاك، و ازمه الحين استعاره.و استغلق عليه الكلام، اى ارتج.