خطبه 228-در توحيد
تجمع هذه الخطبه من اصول العلم ما لا تجمعه خطبه.عنى بالمعروف بنفسه جنس الجواهر، لانها تعرف بان تشاهد او تلمس.و اراد بالقائم فيما سواه نوع الاعراض، لانها تعرف باحكامها و معلولاتها نحو الحياه و القدره و غيرهما الا المرئيات منها نحو الالوان.و لا ترفده: اى لا تعينه.و المشاعر: الحواس.و البهيمه: الانغلاق، يقال: امرا مبهم لا يدرى من اين يوتى.و الوضوح مصدر وضح الامر، اى بان.و الحرور مصدر حر النهار و فيه لغتان حررت يايوم و حررت.و الحرور بفتح الحاء بفتح الحاء بازاء السموم.و الصرد: البرد، فارسى معرب.و صرد الرجل صردا: وجد البرد.و المتعاديات: المتضادات.يقال: تعادوا من العداوه، و تعادى ما بينهم: اى فسد و تباعد.و اقله: حمله.و اهوى: اسقط.و عدلت الشى ء: سويته ضد املته.و لا يوصف بعرض من الاعراض: اى بما يعرض من الحركه و السكون و الانتقال من جهه الى جهه.و منذ كلمه الابتداء فى الزمان، كما ان فى المكان، يقال: ولد فلان مذ سنه.و قد لتحقيق ما قبل لو اخبر به فى الماضى.و حمتها: منعتها.و لو لا لامتناع الشى ء لوجود غيره بها تجلى صانعها للعقول، و بها امتنع عن نظر العيون قيل: الضميران كلاهما للقدمه و الازليه، و قيل: كلاهما للادوات و الالات و المتضادات التى مضى ذكرها.و قيل: الضمير الاول للادوات و نحوها و الاخير للقدمه و يتكلم من بعد على التفصيل فى ذلك.و تفاوتت: اختلفت.و كنهه: غايته.و الازل: القدم.و قيل: اصل هذه الكلمه قولهم للقديم تعالى لم يزل، و قالوا، ازلى.و لم يستقم الا على الاختصار و ابدال الياء الفا لانها اخف.و الوراء و الامام ضدان بمعنى القدام و الخلف.و خرج بسلطان الامتناع: عطف على قوله تجلى.و قد سالنى العلماء مرارا عن قوله عليه السلام منعتها منذ القدمه، و حمتها قد الازليه، و جنبتها لو لا التكمله، بها تجلى صانعا للعقول، و بها امتنع عن نظر العيون.فقلت: هذه الكلمات انما اوردها عليه السلام تاكيدا لما ذكره فى اول الخطبه من الثناء على الله و تحقيقا لما وصفه به من تنزيهه من شبه المخلوقين.الا ترى انه عليه السلام قال: ما وحده من كيفه، و التوحيد الاقرار بالوحده، و لا حمده من اشار اليه: اى و لا صمد اليه و لا قصده من اشار اليه بانه على العرش او هو جسم، فانه تعالى بين التوحيد بقوله (قل هو الله احد) اى اظهر ان المعبود لا نظير له، و بين العدل بقوله (الصمد)، و بين ما يستحيل عليه بقوله (لم يلد و لم يولد)، و
بين ما لا يجوز عليه بقوله (و لم يكن له كفوا احد).