نامه 016-به يارانش وقت جنگ
و قوله لا يشتدن عليكم فره بعدها كره اى اذا كان الاعداء مجتمعين او مجدين محترزين و علمتم ان انصرافا عنهم و هربا منهم كليهما يغير احوالهم فلا يكون ذلك الهرب شديدا على قلوبكم و لا تلك الجوله صعبا لديكم، بان يرى الناس ان ذلك جبن، فان بعد ذلك عطفه يكون منها الظفر.و الكره و الفره الفعله الواحده من الفرار، و هو الهرب، و من الكر و هو الرجوع، يقال: كره كرا فكر كرورا يتعدى و لا يتعدى.و الكره المره، و الجمع الكرات.و الكرتان المرتان، و المكر موضع الحرب.و التجوال: التطواف.و جال جولانا: اى دار، و تجاولوا فى الحرب: اى جال بعضهم على بعض و حمل على عدوه فى الحرب حمله، و هو من حملت على بنى فلان اى افسدت ما بينهم.و قوله و اعطوا السيوف حقوقها كنايه عن ضرب الاعداء بالسيف بلا اتقاء و لا محاباه.و وطئوا للجنوب مصارعها: اى احملوا على الموت انفسكم، فان عند بذل النفوس ينزل الفتح و النصر و الظفر، و المصرع الموضع الذى يصرع به المجروح فى الحرب (و الجمع مصارع) و جنب الانسان معروف، و الاضطجاع على الجنب كنايه عن الهلاك و الموت.و توطين المصرع: هو ان يجعله كالوطن لجنبه و يتخذه وطنا له، فمعناه على وجهين: قيل هو كنايه عن ايقنوا بالموت، و من علم انه سيموت لا محاله لا يخاف من القتل و لا يهرب من الزحف.و الوجه الثانى ان يكون ايماء الى ما قدمناه.و روى و وطئوا اى مهدوا.و روى الدعس و الطلحف و النسبه فى الروايه الاخرى للتحقيق و التمكين، كقول الشاعر: و الدهر بالانسان دوارى.اى دوار جدا.فقوله و اذمروا انفسكم على الطعن الدعسى و الضرب الطلحفى اى حثوا انفسكم على ان تطعنوا الاعداء جدا و تضربوهم بالسيف جهدا، و على ان تطعنوا و تضربوا ايضا، يعنى: اصبروا على هذا و ذاك، يقال: ذمرته اذمره: حثثته، و الذمار ما يجب على ارجل ان يتذمر فيه فيحميه.و الدعس: الطعن الذى له اثر، يقال: رايت طريقا دعسا اى كثير الاثار.و ضرب طلحف: اى شديد بزياده اللام مثال حنجر.و الطلحف: هم يغشى القلب، و انما ادخل ياء النسب فى الكلمتين للمبالغه، كما يقال للثوب المحمر جيدا ثوب احمرى.و اميتوا الاصوات: اى اقلوها، فان الميته مع السكوت و الصمت يسكن القلوب.و الفشل: الجبن و الضعف.و النسمه: الخلق، و برا اى خلق.اقسم عليه السلام ان معاويه و عمرو بن العاص و مروان بن الحكم و امثالهم ما دخلوا فى الاسلام حقيقه، و انما انقادوا و اظهروا كلمتى الشهادتين خوفا او طمعا.و اسر الشى ء من
الاضداد يكون سرا و اعلانا، قال تعالى و اسروا الندامه.و فسرت على الوجهين، و اسروا الكفر اى كتموه.