شرح نهج البلاغه (قطب الدين راوندي)
خطبه ها
خطبه 001-آغاز آفرينش آسمان و.
بيانه: اخبر عليه السلام عن نفسه بانه يحمد الله بظاهر كلامه، و امر غيره من فحواه بان يحمد الله، و انه ثابت على ذلك مده حياته، و يجب على المكلفين ثبوتهم عليه مابقوا.و لو قال (احمد الله) لم يعلم منه جميع ذلك.و الحمد اعم من الشكر، و الله اخص من الاله.ثم قال (الذى لايبلغ مدحته القائلون) اظهر العجز عن القيام بواجب مدائحه فكيف بمحامده، و المعنى ان الحمد كل الحمد ثابت للمعبود الذى حقت له العباده فى الازل و استحقها حين خلق الخق، و انعم باصول النعم التى يستحق بها العباده الذى لايصل قائل الى كنه مدحه، و المدحه فعله كالركبه و المشيه و الجلسه التى هى حاله الركوب و هيئه المشى و غايه اكثر الجلوس.و المدح يستحق بفعل الواجب و بفعل ماله صفه الندب و بالتحرز من القبيح.و الحمد و المدح يكون بالقول و الفعل، و الالف و اللام فى قوله (القائلون) لتعريف الجنس، كمثلهما فى الحمد.و لو قال (الحمد لله الذى لايبلغ مدحه قائل) لكان ايضا عاما شائعا، الا انه خصص القائلين المبالغين فى ذلك ليكون آكد لفظا و معنى، و داعى الجمعيه و عذوبه اللفظ.و البلوغ الوصول بل هو اعم، يقال: بلغت المكان اذا اشرفت عليه و ان لم تدخله، قال الله تعالى (فاذا بلغن اجلهن فامسكوهن بمعروف)، و هذه مشارفه.و اذا لم يشرف على حمده تعالى بالقول فكيف يوصل اليه بالفعل.و الاله مصدر بمعنى المالوه.و اما قوله (و لايحصى نعمائه العادون) فهو اشاره الى ماروى ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: يا على ما اول ما انعم الله به عليك؟ فقال: ان خلقنى حيا قادرا مشتهيا.فقال: و ما الثانيه؟ قال: ان عرفنى نفسه و مكننى من طاعته و لطف معى توفيقا و عصمه.فقال النبى صلى الله عليه و آله و سلم: و ما الثالثه؟ فقال: يا رسول الله (و ان تعدوا نعمه الله لاتحصوها).فقال: ملئت علما و حكمه.