خطبه 102-در تشويق به زهد
(الشرح): اكثرها واضح، و نتكلم عليها مع ذلك، فنقول: قوله (الصادفين عنها) اى المعرضين عنها و المائلين مع قدرتهم عليها، فهم الزاهدون حقا.و الثاوى: المقيم.و المترف: الذى اترفته النعمه، اى اطغته.ثم قال: و لايعود الى الناس الذى تولى من احوال الدنيا، كالشباب و قوته و ولى الدبر، و لايعلم اى شى ء سياتى مثل الصحه و المرض و الغنى و الفقر، فينتظر رجوع ذلك اواتيان هذا.و ما استفهاميه، و يجوز ان تكون موصوله.مشوب: مخلوط.و الجلد: الصلابه و الجلاده.و قال فى ذكر زينه الدنيا و بلائها و كان ذلك عن قليل لم يكن، و قال فيما يكون من الثواب و العقاب كانه عما قليل لم يزل.و ما فى (عما قليل) صله زائده اكد الكلام الاخير به، اى لم يزل كان و لم يكن قبل ذلك.و قوله (كان ما عمل له) اى لحرث الدنيا (و كان ماونى فيه) اى ضعف فى حرث الاخره.و الحرث: الزرع و كسب المال، و فى الحديث (احرث لدنياك كانك تعيش ابدا.)(و النومه) بسكون الواو: الرجل الضعيف، و النومه بفتح الواو: الكثير النوم.و (يكفا فيه الاسلام) اى يقلب كما يقلب الاناء، و ذلك كقوله تعالى (يا ايها النبى اذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن) الى قوله (و اشهدوا ذوى عدل منكم) فاعتير تعالى فى الطلاق حضور شاهدى عدل و لم يعبرهما فى النكاح، فقال (فانكحوا ماطاب لكم من النساء) الايه.و نحوها فعكس العامه المساله.و جوز الله القياس عقلا و لم يجوزه شرعا لفقد الدليل، فاجازوا فى الشرعيات و ابى الاكثرون ذلك فى العقليات.و قوله (ان الله اعاذكم من ان يجور عليكم) اى انه تعالى لايظلم ولكن ربما يظلم بعضكم بعضا فلا يدفعه الجاء، ثم ينتصف حتى للشاه الجماء من القرناء، و هذا ابتلاء.و قوله (و ان كنا لمبتلين) اى ان الامر و الشان كنا مكلفين العباد فيما مضى فكذلك فيما يستقبل.