خطبه 092-خبر از فتنه
و اما الخطبه التى بعده، فانه عليه السلام يقول: انا اطفات النائره التى اوقدها طلحه و الزبير و مروان بن الحكم فى حرب الجمل، و سكنت الفتنه التى انارها معاويه بصفين، و قد كان الناس ينظرون الى من جانب و الى المخدره التى اخرجوها من الجانب الاخر ما اجترا احد منهم ان يدخل فى احد الجانبين، مثل الاحنف بن قيس و جماعه معه خرجوا من البصره و قالوا: نحن لانحارب عليا و لازوج رسول الله صلى الله عليه و آله.و قوله (و فقات عين الفتنه) استعاره، اى اعميتها.و الفقو: الشق.(و غيهبها) اى ظلمتها.(و كلبها) اى شدتها.ثم قال لهم فسالونى عما يلتبس عليكم ابين لكم، فانا عالم بكل هادو ضال، فقد حدثنى رسول الله صلى الله عليه و آله يما يكون الى يوم القيامه عن جبرئيل عن الله تعالى.و اذا خرجت من بين اظهركم (و حزب خطب) اى اصاب امر عظيم (ضاقت الدنيا عليكم).ثم ذكر عله ذلك، و هو ان الفتن فى اولها لايعرف الحق فيها من الباطل و فتنه بنى اميه اعظم من هذه كلها، و وصفها بشده شديده.ثم قال: ان اهل بيتى ينجون منها و لايصيرون من دعاتها، و يكشف الله تلك الفتنه بسيف ابى مسلم صاحب الدوله الخراسانى و اصحابه.فهذا خلاصته.و الحوازب: المصيبات، من حزبه امر: اى اصابه.قوله (لاطرق كثير رووسهم) اى نكسها.و فشل: اى جبن.(و قلصت حربكم) اى شمرت و صارت جدا، من قولهم (فرس مقلص) مشمر طويل القوائم، يقال قلص الشى ء و تقلص اى انضم و انزوى، و قلص الظل: ارتفع.(و شمر عن سوقه) اى رفع الازار عنها، و شمر فى امره: خف.(و شبهت) اى لبست.وروى على ما لم يسم فاعله.و (يحمن) اى يدرن، من قولهم: حام الطائر حول الماء.و قوله (لتجدن بنى اميه ارباب سوء كالناب) اى كل واحد منهم مثل الناب و هى المسنه من النوق.و الضروس: الناقه السيئه الخلق.(و تعذم) اى تعض، من العذم، و هو العض و الاكل بخفاء.(و تزبن برجلها) اى ترفع بها، يقال (زبنت الناقه) اذا ضربت بثفنات رجلها عند الحلب، فالزبن بالثفنات و الخبط باليد و الركض بالرجل.وروى (ترد عليكم فتنتهم شوهاء قطعاء) اى متنكره متعوله مقطوعه اليه.و يقال (شاهت الوجوه) اى قبحت، و تشوه اى تنكر و تعول، و فرش شوهاء يراد بها سعه اشداقها.و قوله (من يسومهم خسفا) اى (بمن) يذلهم و يهينهم، و الباء يتعلق بقوله (يفرجها الله عنكم).(و سامه خسفا) اى اولاه ذلا، و انما شبه كشف تلك الفتنه لكونه بمره و لاتعود بانكشاف الجلد مما عليه اذا فرج عنه اديمه.(و يسقيهم بكاس مصبره) اى مملوئه من الخسف و العنف، و يجوز ان يكون من الصبر.قوله (و لايحلسهم) اى لايلبسهم (الاالخوف) يقال (احلست البعير) اى البسته الحلس، و احلست فلانا يمينا، اى اقررتها عليه.و روى (لويرننى).و اصل الروايه الاخرى ايضا هذا، فحذف للتخفيف نون.و
كذا روى: (لاتسالوننى) (على الاصل).و يقال لما يقل لبثه: كان ذلك ((ولو) قدر جزر جزور) و الجزر فى الابل كالذبح فى الغنم (الا ان ذلك فى الصدر و هذا فى الحلق).و الجزور يقع على الذكر و الانثى من الابل، و هى تونث.