خطبه 006-آماده نبرد
(بيانه): روى انه لما كان من امر عثمان (و قتله) بايع الناس عليا عليه السلام، فاول من بايعه هو طلحه و الزبير، فلما رايا ان لانصيب لهما فى ذلك على الخصوص استاذنا اميرالمومنين عليه السلام فى الخروج الى مكه للعمره، فقال لهما على عليه السلام: انكما لاتخرجان الا لنكث العهد و الفساد بين المسلمين.فحلفا انهما لايريدان الا العمره.فلما دخلا مكه و كانت عائشه بها استخر جاها و حملاها الى البصره فى جماعه معهم مروان بن الحكم، و لما دخلوا البصره قتلوا جماعه من اصحاب اميرالمومنين عليه السلام كثيره غدرا، فاستنفر عليه السلام الناس ليخرج الى البصره.(و اشار بعض اهل الكوفه) اليه عليه السلام ان لايخرج خلفهم و ان لايجعل القتال برصدهما، فافسم عليه السلام ان لايكون قاعدا هناك حتى يجتمع عليه طلحه و الزبير بعسكرهما، فان ذلك مثل من لا عقل له، كالضبع فى جحرها يدخل عليها قوم و يقولون: خامرى ام عامر ابشرى ام عامر بلحم سمين و خير كثير.و هى تتغافل و يعقدون الحبل فى رجلها و تتعاقل، فاذا وصل اليها الشر فلاينفعها صياحها.ثم قال: و انا اليوم اجد انصارا على الحق، فليس لى القعود فى البيت، بل يجب على مع التمكن محاربه اهل البغى على،و لما لم يكن فى ظاهر الامر لى ناصر من الناس كان (لى) العذر فى قعودى، و ليس هذا باول ظلم يجرى على، فانى منذ نقل رسول الله صلى الله عليه و آله الى جوار رحمه الله كنت مظلوما الى اليوم.و اللدم: صوت الحجر يقع على الارض و ليس بصوت شديد.و قيل: ان الضبع اذا سمع اللدم خرج فاصطيد.قال الاصمعى: اللدم صوت الشى ء يقع بالارض و ليس بالصوت الشديد، و فى الحديث (و الله لااكون مثل الضبع تسمع اللدم حتى تخرج فتصاد).ثم سمى الضرب لدما.فعلى هذا المراد بكلامه عليه السلام انى اخرج اليهم و ادفعهم بعون الله و اكفى المسلمين شرهما و شر من اتبعهما، و لااخرج خروج الضبع فتصاد.و ظاهر كلام اميرالمومنين عليه السلام يدل على المعنى الذى تقدم من ان الضبع تتغافل و تنم فى جحرها مع طول سماعها صوتا غير شديد على باب الجحر من علاج الصياد، و اذا كانت كذلك فهى تصاد لغفلتها.و اراب الرجل: صار ذا ريبه فهو مريب.و الربيه: التهمه و الشك.و قوله (و كنت مستاثرا على) اى اختاروا على قديما من لايساوينى.