خطبه 100-خبر از حوادث ناگوار
و خطب الملاحم هى التى فيها ذكر الواقائع، و الملحمه: الوقعه العظيمه فى الفتنه.و قوله (و باوليته وجب ان لا اول له و باخريته وجب ان لا آخرله) يعنى ان اوليته و آخريته لذاته لالغيره، اى غلمنا ان هذه الموجودات المحدثه لابدها من محدث، و ذلك المحدث لابد ان يكون سابقا و متقدما و اولا، ثم علمنا باوليه هذا المحدث ان لااول له، فهو قديم و اذا كان الوجود لايجوز عليه العدم.و قوله (و باخريته) اى بوجوب وجوده اخيرا علمنا ان لاآخرله.و هذا المعنى انما يتصور اذا كانت الضمائر الاربعه كلها لله تعالى.و الاظهر ان الضمير فى اوليته ليس له تعالى، و كذا فى آخريته لايكون لله تعالى، فانه عليه السلام قال قبله الاول يعنى الله تعالى هو الاول قبل كل اول و الله تعالى الاخر بعد كل آخر.ثم قال (باوليته) اى باوليه كل اول وجب ان لااول له، و باخريه كل آخر وجب ان لا آخر له تعالى.و هذا هو الذى يقوله المتكلمون، و مثله كلام اميرالمومنين عليه السلام فى خطبه اخرى، و هو (الحمدالله الدال بحدث خلقه على ازليته).و قوله (و لايجرمنكم شقاقى) اى لايكسبنكم خلافى الاثم.و قيل فى معنى فلق الحبه اى وشق الحبه اليالسه فاخضر منها ورقا اخضر ثم زهرا ثم ثمرا.و قيل (فلق) بمعنى خلق.و (براالنسمه) اى خلق النفس، و هذا قسم على عليه السلام خاصه.و النبى الامى منسوب الى ام القرى، و هى مكه.قوله (كانى انظر الى ضليل) اى الى رجل قد بالغ فى الضلال و الاضلال، قد صاح باهل الشام، فحذف المضاف، اى دعاهم الى نفسه فاجابوه كما ينعق الناعق بغنمه.و قيل (نعق بالشام) معناه كان له بهذه البقعه نعيق و صوت.(قوله) (و فحص فى ضواحى كوفان) اى قلب البلاد و العباد فى نواحى الكوفه، يقال: فحص المطر التراب اى قلبه، فيكون مفعول فحص محذوفا، او يكون معناه بحث عن احوال الناس فى آفاق الكوفه.و الفحص: البحث عن الشى ء.و (الضواحى) فى اللغه السماوات و النواحى، و قد ذكره جرير فى شعره بمعنى النواحى، و (براياته) اى بسبب راياته الكثيره.و قيل ذلك اشاره الى خروج السفيانى.و قيل: المراد به معاويه و من بعده.و قوله (فاذا فغرت فاغرته) اى فتحت فاها فتنته الشديده ياكل كل شى ء، و نبه بقوله (فاغرته) على ان تلك الفتنه لاتبقى و لاتذر، و لاتزال مده صاحبها فاغره.و الشكيمه: النفس، و فلان شديد الشكيمه اذا كان انفا ابيا، و هو من شكم: اذا عض.فقوله (و اشتدت شكميته) اذا صعبت عضته و صارت نفسه و مجرسه معضضه صلبه.و الكلوح: العبوس.و الكدوح: الاثار من الجراحات.والكدح: الخدش.و (هدرت شقاشقه) اى صاح هيجانه كشقاشق البعير الهائج.و القاصف: الريح التى تكسر كل شى ء.و العاصف: الشديده.و (عن قليل تلتف القرون بالقرون) اى تموتون كما مات قبلها قرون.و قيل معناه تجتمع للمحاربه بالكوفه الشبان و الكهول و المشايخ و يتعاركون.