حکمت 030
ساله عليه السلام عن لباس الايمان السائل، لان حقيقه الايمان هو تصديق بالقلب فقط بميع ما اوجبه الله و اتى به رسوله صلى الله عليه و آله و رواه حججه عليه السلام، ممن يقول بتوحيد الله و عدله.
و ان اوامره تعالى و نواهيه كلها حق.
فاجاب عليه السلام ان هذا الايمان لا يحصل الا بالصبر فى تحصيله، و لا يثبت الا باليقين لكونه حقا، و لا يتم شرائطه الا بعد العلم بعدل الله، و بعد ان يعدل و ينصف بينه و بين الخالق و الخلق، و لا يستقر الا بمجاهده النفس فى دفع الكفر الذى هو ضده، و الشك الذى هو يجرى مجرى الضد و مجاهده الشيطان و كل عدو.
فمبنى الايمان على هذه الاربع الدعائم كما ترى و ان الايمان تصديقا مخصوصا كما قدمناه.
ثم قال: ان فروع الخصال التى هى لباس الايمان و زينته هى ست عشره خصله، و ذكرها على مرتبتين لفرض صحيح، فقال: دعائمه اربع.
ثم ذكر تفصيل هذه الجمله ان لكل واحده منها اربع شعب، فالاصول اربعه و جميعها عشرون خصله.
و الدعائم: عماد بيوت العرب التى هى الخيام تعتمد عليها، و الدعامتان: خشبتا البكره، و الجمع دعائم.
و الشعبه بالضم واحده الشعب، و هى الاغصان، و كلاهما ههنا استعاره.
و ليس كل صبر من الايمان، لان الصبر عن
المباح ليس بشرط فيه.
و كذلك القول فى اليقين، لان علم اليقين بكثير من الاشياء لا يكون من الايمان، و لذلك ذكر من اقسام الصبر و اليقين و العدل و الجهاد ما هو من الايمان.
و الشفق: الخوف، و اشفق: خاف.
و الترقب: الانتظار.
وسلا عن الشهوات: اى طيب نفسه عن جميع ما يشتهيه.
و الفطنه كالفهم، يقول: فطنت الشى ء بالفتح و قد فطن بالكسر فطنه.
و التبصر: التامل و التعرف.
و الحكمه: العلم الذى تدفع الانسان عن فعل القبيح، مستعار من حكمه اللجام، و هى ما احاط بحنك الدابه يمنعها من الخروج على مرادها.
و التاويل و التاويل بمعنى، و هو تفسير ما يول اليه الشى ء، يقال: اولته تاولته اى فسرته.
و العبره: الاسم من الاعتبار، فقوله فمن تبصر فى الفطنه اى من نظر و تفكر فى العلوم تحققت و ظهرت له حكمه الدين قبله، و اذا كان كذلك اعتبر بذلك، و من قرا احوال الماضين و كانت له عبرا و كانه كان معهم.
و غايص الفهم اضافه الصفه الى الموصوف للتاكيد، مستعار من الغوص الذى هو النزول تحت الماء، و قد غاص فى الماء.
و الفهم الغائص: الذى يهجم على الشى ء فيطلع على ما هو عليه كالذى يغوص على اللولو.
و غور كل شى ء: قعره، يقال فلان بعيد الغور.
و الزهره: النور.
و زهره الحك
م: حسن الحكمه و غضارتها.
و الرساخه: الثبوت.
و الشنان: البغض، يقال شنى ء فلان فلانا اى ابغضه.
و انما ذكر الكفر و الشك و قد سئل عن الايمان لانهما ضدان له و بضدها تتبين الاشياء.
و التعمق فى الكلام: التقعر و التباعد فيه، بان يتعسف الانسان فى ذلك و يترك ظاهره (المحمود) الذى يوافق دليل العقل (حسنا).
و التنازع: التخاصم.
و الزيغ: الميل.
و الشقاق: المشاقه، و هى المعاداه و المخاصمه الشديده.
و لم ينب: اى لم يرجع.
و زال عن الطريق: مال عنه.
و زاغ البصر: كل.
و النزاع مصدر نازعته اذا جاذبته فى الخصومه.
و يقال: شاق فلان فلانا: اى كان هذا فى شق و ذاك فى شق اى جانب لتباعد قلوبهما بغضا و عداوه.
و وعر الطريق: اى صعب، و وعرت من طرقه صارت وعره: اى صعبه.
و اعضل امره: اى اشتد.
و الشك فى اصول الدين نوع من الكفر.
و التمارى: التخاصم، و تمارى فى كذا شك فيه، و التمارى اعظم الشك.
و هاله الشى ء هولا: افزعه، و الهول: الخوف.
و الاستسلام: الانقياد.
و المراء مصدر ماريت الرجل اذا جادلته.
و الديدن: العاده.
و نكص على عقبيه: اى رجع و ارتد.
و الريب: الشك.
و السنابك: جمع سنبك، و هو معرب، اى من كان شاكا و يتردد فى الشك غلب عليه الشيطان و استولى عليه جنود ابليس.
و معانى هذا الفصل عجيبه يستخرجها اقل امتحان و تدبير، و اكثار التفكر
فيه مثمر للعلوم الجمه.