فصرح عليه السلام بذم الشورى و الانفه من الاقتران بمن لايساويه.
ثم ذكر مقاربته و مساهلته و استصلاحه فقال: (لكنى اسففت) اى اجرى معهم على مايجرون، من اسف الطائر: اذا دنا من الارض فى طيرانه.
فصغا سعد بن ابى وقاص لحقده و مال، فانه كان منحرفا على ما كان قتل اباه ببدر، و سعد احد من قعد عن بيعه على عليه السلام وقت رجوع الامر اليه.
و مال عبدالرحمن بن عوف لصهره، كانت بينه و بين عثمان مصاهره معروفه، فعقد الامرله و مال اليه للمصاهره، و هو ان عبدالرحمن كان زوج ام كلثوم بنت عقبه بن ابى معيط و امها اروى بنت كريز و اروى ام عثمان، فلهذا قال صهره.
و قال عمر للناس: كونوا مع الثلاثه الذين فيهم عبدالرحمن بن عوف.
فقال العباس لعلى عليه السلام: ذهب الامرمنا و الرجل يريد ان يكون الامر لعثمان.
فقال على عليه السلام: انا اعلم ذلك و لكننى ادخل معهم فى الشورى لان عمر قد استاهلنى الان للامامه لايجتمعان فى بيت، و انى لادخل فى ذلك ليظهر انه كذب نفسه بما روى اولا.
و قوله (مع هن و هن) اى امور عظيمه شديده.
و وهن كلمه كنايه، و معناه شى ء، و اصله هنو.
و نفج ثدى المراه قميصها: اى رفعه.
و الحضن: مادون الابط الى الكشح و هو الصدر و العضدان و ما بينهما.
و النثيل: الروث، من نثيله و معتلفه اى بين الموضع الذى يروث فيه و الموضع الذى ياكل منه.
و قام جميع بنى اميه مع الرجل الثالث ياكلون مال الله خضما بجميع افواههم، و منه قال ابى ذر رحمه الله عليه (يخضمون و نقصم و الموعد الله).
و القصم: الاكل باطراف الاسنان، و الخضم: بالفم كله، و ذلك بالاشياء اللينه الرطبه.
اى اكلوا الدنيا اكل الابل نبات الربيع، و فى نباته ما يهلك.
الا نتكاث و: الا نتقاض اذا تزايلت قوى الحبل.
و اجهز عليه عمله: اى قتله فعله، و الاجهاز لايستعمل الا فى اتمام قتل الجريح على اسراع.
و البطنه: كثره الاكل و الش رب فى الشبع، و ذلك غير محمود فى ذوى الفضل.
و الضبع ذات عرف كثير.
و ينثالون: اى يتبايعون و يتزاحمون و ينصبون على كثيرين، مثل كثره الضبع، حتى زحم علينا بحيث و طى ء الحسن و الحسين، و الحسنان كنايه عنهما، و غلب فى التثنيه اسم الكبير على الصغير، و قيل هما ابهاما الرجلين.
و العطف: المنكب، و روى (عطافى)، و هو الرداء.
و شبههم بالغنم الرابضه لقله فطنتها و بعد تاملها، و العرب تصف الغنم بالغباوه و قلد الذكاء.
ثم قال: فلما قمت بالامر نكث طلحه و الزبير و من معهما، و مرق الخوارج، و فسق معاويه، و قسط و اصحابه.
و روى و قسطت.
و حليت: تزينت (فى) اعينهم، من الحلى.
وراقهم: اعجبهم.
و الزبرج كالزخرف: و هو ماله ظاهر جميل و باطنه بخلافه.
ثم قال: ان الفرض يعين على و توجه الى مع وجود من انتصر به فى الظاهر على دفع المنكر و منع الباطل و ابين لكل من لاعلم له بسبب قعودى فى اول الامر مع نهوضى فى حرب الجمل و ما بعدها، ان ذلك لفقد الانصار اولا و هذا لحضور هم ثانيا.
و الكظه: الامتلاء من الطعام.
و معنى (القيت حبلها على غاربها) اى تركتها و تخليت منها، و الغارب اعلى السنام، و اذا القى زمام البعير على غاربه فقد خلى بينه و بين اختياره.
و لسقيت آخرها بكاس اولها: اى لولا اجتماع هولاء على الان لكنت استعملت فى آخر الامر ما استعملته فى اوله.
و العفطه: عطسه عنز او ضرطته.
و الشقشقه: التى تخرج البعير عند قطمه و غضبه، اراد عليه السلام انها سوره التهبت ثم خمدت و نشات ثم وقفت، و الكلام يتبع بعضه بعضا، فاذا قطع انحل نظامه.
و لما تقاضى عبدالله بن عباس بقيه الكلام و قد انقطع بما اعترضه و زال عن سنته، اعتذر عليه السلام فى العدول عن تمامه بانطفاء ناره و تلاشى دواعيه.
(و اما الروايه للخطبه: فعن الشيخ ابى نصر الحسن بن محمد بن ابراهيم ابن اليونارتى، عن الحاجب ابى الوفا محمد بن بديع و ابى الحسين احمد ابن عبدالرحمن الذكوانى، عن الحافظ ابى بكر ابن مردويه الاصبهانى ، عن سليمان بن احمد الطبرانى، اخبرنا احمد بن على الابار، اخبرنا اسحق ابن سعيد ابوسلمه الدمشقى، اخبرنا خليد بن دعلج، عن عطا بن ابى رباح، عن ابن عباس: كنامع على عليه السلام بالرحبه، فجرى ذكر الخلافه و من تقدم عليه فيها، فقال: اما و الله لقد تقمصها فلان.
الى آخره).